Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies - Arts and Humanities Series Vol. (41) No. (4) 2019

The siege of the city of and its fall by the Ottomans Between 1422-1430

Dr. Suhail Zoukar  Nadeem khalil laika 

(Received 7 / 5 / 2019. Accepted 8 / 8 / 2019)

 ABSTRACT  The city of Thessaloniki became under the control of the Ottomans and remained in their hands from 1387 until 1403, after the and the Treaty of Gallipoli, which resulted in the Turks giving up the city for the Byzantines, but with the arrival of Murad II, who entered a conflict with his brother, Mohammed Shalabi in 1422, where supported the Byzantines Muhammad against his brother Murad Murad after he took control of the on the siege of Salonika and wanted to regain control at a time when the city suffers from lack of resources to defend it. In early 1430, Sultan Murad II besieged Thessaloniki with large numbers of soldiers. The siege of the city led to hunger, death and the emigration of large numbers of inhabitants. The Ottomans then took control of the city and the Venetian Treaty of Peace was signed by the Ottomans. Take control of Albania.

 Professor, Department of History, University of Damascus, Damascus, Syria.  Postgraduate student (PhD) - Department of History - University of Damascus - Damascus - Syria.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 986 مجمة جامعة تشريف . اآلداب والعموـ اإلنسانية المجمد )14( العدد )Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 9146 )1

حصار مدينة سالونيك وسقوطيا بيد العثمانيين بين عامي 1422-1430م

 د. سييل زكار  نديم خميل اليقة )تاريخ اإليداع 7 / 5 / 9109. قبل لمنشر في 8 / 8 / 2019(

 مم ّخص 

وقعت مدينة سالونيؾ أداريا ً تحت سيطرة العثمانييف وبقيت بأيدييـ مف عاـ 1387ـ حتى عاـ 1403ـ، بعد معركة أنقرة وعقد اتفاقية غاليبولي والتي أفضت عف تنازؿ األتراؾ عف المدينة لصالح البيزنطييف، إال أنو ومع قدوـ مراد الثاني الذي دخؿ في صراع مع أخيو محمد شمبي عاـ 1422ـ، دعـ البيزنطيوف محمد شمبي ضد أخيو فعمد مراد الثاني بعد توليو حكـ الدولة العثمانية إلى حصار سالونيؾ وأراد استعادة السيطرة عمييا في الوقت الذي كانت تعاني فيو المدينة مف قمة الموارد الالزمة لمدفاع عنيا. وفي أوائؿ عاـ 1430ـ تمكف السمطاف مراد الثاني مف حصار سالونيؾ بأعداد كبيرة مف الجنود أدى حصار المدينة إلى حاالت جوع وموت وىجرة أعداد كبيرة مف السكاف وسيطر العثمانيوف بعد ذلؾ عمى المدينة وأبرمت البندقية معاىدة سالـ مع العثمانييف اعترفت بموجبيا بالوضع الراىف، وتحوؿ الصراع والتنافس بيف العثمانييف والبنادقة حوؿ السيطرة عمى ألبانيا.

 أستاذ-قسم التاريخ-جامعة دمشق-دمشق-سورية.  طالب دراسات عميا )دكتوراه(- قسم التاريخ- جامعة دمشق-دمشق-سورية.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 961 حصار مدينة سالونيؾ وسقوطيا بيد العثمانييف بين عامي 2533-2541م اليقة، زكار

مقدمة خالؿ القرف الرابع عشر كانت الدولة العثمانية قوة ناشئة في الشرؽ بعد السيطرة عمى الجزء األكبر مف األناضوؿ، واالستيالء عمى غاليبولي عاـ 1354ـ حيث اكتسب العثمانيوف موطئ قدـ ليـ في البمقاف، كانت القوى المسيحية في المنطقة ال سيما اإلمبراطورية البيزنطية متدىورة، ومنقسمة، وضعيفة، مما سمح لمعثمانييف بالتوسع في جميع أنحاء المنطقة، حيث تمكف العثمانيوف عاـ 1369ـ مف السيطرة عمى مدينة أدرنو ثالث أىـ مدينة في اإلمبراطورية البيزنطية بعد العاصمة القسطنطينية ومدينة سالونيؾ، التي كاف يحكميا األمير البيزنطي، واإلمبراطور المستقبمي مانويؿ الثاني 1391-1425ـ، والذي سمـ المدينة لمعثمانييف عاـ 1387ـ بعد حصار طويؿ، وقد سمح العثمانيوف في البداية لممدف التي تمت السيطرة عمييا بالحكـ الذاتي الكامؿ مقابؿ جزية سنوية. وعند وفاة اإلمب ارطور البيزنطي يوحنا الخامس فَّر مانويؿ الثاني الذي كاف لدى العثمانييف وتوجو إلى القسطنطينية وتوج نفسو إمب ارطو اًر خمفاً لوالده مما أغضب السمطاف العثماني بايزيد األوؿ الذي عمؿ عمى السيطرة عمى بقية األراضي البيزنطية واستولى عمى نيقوبوليس ودمرىا، وأعمف سيطرتو المباشرة عمى سالونيؾ مع أنو سمح لممسيحييف داخؿ المدينة والكنيسة باالحتفاظ بمعظـ ممتمكاتيـ. بقيت سالونيؾ بيد العثمانييف حتى عاـ 1403ـ، عندما وقؼ اإلمبراطور مانويؿ الثاني مع سميماف ابف بايزيد في الحرب األىمية التي دارت رحاىا بيف ابناء بايزيد عقب معركة أنقرة التي ىزـ فيو العثمانيوف أماـ المغوؿ بقيادة تيمورلنؾ عاـ 1402ـ، فقد استعاد اإلمبراطور البيزنطي مانويؿ سالونيؾ وغيرىا مف المناطؽ األخرى. فعمى الرغـ مف استعادة البيزنطييف سالونيؾ إال أف العالقات بيف سالونيؾ والقسطنطينية بقيت مضطربة، فقد كانت الطبقة األرستقراطية داخؿ المدينة تسعى نحو حماية مصالحيا، والتي بمغت حد االستقالؿ الذاتي، وبذلؾ عند عودة السيطرة البيزنطية عمى سالونيؾ والمناطؽ المحيطة بيا فقد عّدت إقطاعية مستقمة تحت حكـ يوحنا السابع باليولوجس، وخمفو بعد وفاتو عاـ 1408ـ أندرونيكوس باليولوجس، الذي سادت خالؿ حقبة حكمو حالة مف السالـ واالزدىار النسبي، نتيجة انشغاؿ العثمانييف في الحرب األىمية الداخمية، عمى الرغـ مف تعرض سالونيؾ بيف وقت وآخر ليجوـ مف قبؿ المتنافسيف عمى الحكـ العثماني كما حصؿ عاـ 1412ـ مف قبؿ موسى شمبي وفي عاـ 1416ـ أثناء الصراع عمى الحكـ بيف مصطفى شمبي و محمد األوؿ، ومع نياية الحرب األىمية العثمانية تزايد الضغط العثماني عمى سالونيؾ كما حدث خالؿ حصار عاـ 1383-1387ـ حيث انقسـ الرأي داخؿ المدينة بيف مؤيد ومعارض لتسميـ المدينة لمعثمانييف. إشكالية البحث شيدت مدينة سالونيؾ دوف غيرىا مف أراضي االمبراطورية البيزنطية خالؿ العقود األخيرة مف عمر االمبراطورية حالة مف اليدوء واالستقرار ساىمت في قياـ نيضة سياسية وحضارية بيا، إال أف ىذه الحالة لـ تستمر طويالً فشيد القرف الثالث عشر الميالدي تغيي اًر في األوضاع السياسية بالنسبة لمدينة سالونيؾ. فظير صراع وتنافس حاد بيف العثمانييف والبندقية مف أجؿ فرض السيطرة والييمنة ال سيما في ىذه الظرفية التي اتسمت بدايةً في حصار مدينة سالونيؾ منذ عاـ 1422ـ مف قبؿ العثمانييف بقيادة السمطاف م ارد الثاني وصوالً إلى العاـ 1430ـ حيث تمكف بعد حصارىا بأعداد كبيرة مف الجنود وحاالت الجوع وىجرة أعداد كبيرة مف السكاف إلى السيطرة عمى المدينة واب ارـ معاىدة سالـ مع العثمانييف واعترفت بموجبيا بالوضع الراىف.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 964 مجمة جامعة تشريف . اآلداب والعموـ اإلنسانية المجمد )14( العدد )Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 9146 )1

ونظ اًر لكوف الموضوع متشعباً، فإنو مف الطبيعي أف يفتح المجاؿ لطرح العديد مف األسئمة والتي تمحورت فيما يمي:  بـ تميزت العالقة السياسية والعسكرية بيف البنادقة والعثمانييف أثناء حصار مدينة سالونيؾ؟  أوضاع مدينة سالونيؾ خالؿ ىذه الحقبة؟  كيؼ تمكف العثمانييف مف السيطرة عمى مدينة سالونيؾ؟ دوافع اختيار الموضوع: لقد دفعت الباحث عوامؿ كثيرة إلى اختيار حصار مدينة سالونيؾ وسقوطيا بيد العثمانييف بيف عامي 1422-1430ـ، ومف بيف ىذه العوامؿ نذكر: - االطالع الواسع عمى الحقبة قيد االدرسة ، مف خالؿ البحث المقدـ دراسة سقوط سالونيؾ عسكرياً، وعجز البندقية عف إيجاد أي حميؼ يقؼ إلى جانبيا ضد العثمانييف، الذيف إما ركزوا عمى مصالحيـ الخاصة، أو تعارضوا في مصالحيـ مع البندقية، أو أصبحوا أتباع لمعثمانييف. - موقع منطقة سالونيؾ الجيواستراتيجي في العالـ وأطماع العثمانييف لموصوؿ إلى الغرب مف خالليا.

أىمية البحث وأىدافو: موضوع الدراسة )حصار مدينة سالونيؾ وسقوطيا بيد العثمانييف بيف عامي 1422-1430ـ( مف الموضوعات اليامة، التي تناولت بالبحث الصراع بيف البنادقة والعثمانييف عمى مدينة سالونيؾ والتي تعد مف أطوؿ المعارؾ وأطوؿ الحصارات. وتظير األىمية أيضا ً أىمية مدينة سالونيؾ السياسية والعسكرية بالنسبة لمعثمانييف، والتي مثمت المحطة األولى في خطط طموحاتيـ في الغرب.

منيجية البحث: لإلجابة عمى ىذه التساؤالت واإللماـ بجوانب الموضوع، سيتـ إتباع المناىج العممية الموضوعية استنادا ً إلى الوثائؽ والمصادر المعتمدة العممية المتوفرة، وعمى أساس أف التاريخ خبر ورؤية. اليجمات العثمانية األولى عمى سالونيك وتسميم المدينة لمبندقية عام 1430م. بعد نياية الحرب األىمية العثمانية التي خرج منيا منتص ا ًر السمطاف محمد األوؿ 1413-1421ـ، دخؿ في عالقات جيدة مع البيزنطييف الذيف ساندوه ضد أخيو في الحرب األىمية العثمانية، إال أنو مع ظيور مراد الثاني 1422-1451ـ تغير الوضع ففي الجانب البيزنطي كاف يوحنا الثامف باليولوجس 1425-1448ـ الوريث والوصي عمى اإلمبراطور المريض مانويؿ الثاني، والذي لـ يكف عمى عالقة حسنة مع مراد الثاني ودعـ مصطفى شمبي كمنافس لمراد وزوده بكؿ ما يحتاج مف عتاد إال أف مراد الثاني استطاع تحقيؽ النصر عمى مصطفى وكاف مصمـ عمى إنياء وجود اإلمبراطورية البيزنطية ولذلؾ عمؿ عمى فرض حصار عمى القسطنطينية عاـ 1422ـ مف دوف أف يحقؽ أي نتيجة تذكر1.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 969 حصار مدينة سالونيؾ وسقوطيا بيد العثمانييف بين عامي 2533-2541م اليقة، زكار

2 أماـ اخفاؽ مراد الثاني في دخوؿ القسطنطينية عمد إلى حصار مدينة سالونيؾ ودمر ضواحييا ، ووفقاً ألسقؼ المدينة سيموف 1416-1429ـ كاف قد أرسؿ يطمب المساعدة مف القسطنطينية إال أف القسطنطينية كانت ضعيفة وال تستطيع تقديـ أي مساعدة، وكانت منشغمة بمشاكميا الداخمية، وبعد عدة مطالب مف أسقؼ مدينة سالونيؾ أرسؿ اإلمبراطور قائد عسكري إلى المدينة لـ يتـ معرفة ىويتو جاء مف دوف دعـ عسكري أو مالي، حيث اقترح ىذا القائد إنشاء صندوؽ دعـ مف المواطنيف لدعـ الدفاع عف المدينة، إال أف ىذا االقتراحقوبؿ بمعارضة شديدة، خاصة مف األرستقراطييف األثرياء، الذيف رفضوا تحمؿ تكمفة الدفاع، كما رفض عامة الناس ىذا حاالقترا ألنيـ كانوا في حالة مف الفقر ىـ يحتاجوف فييا مف يقدـ ليـ المساعدة3. عندما انتشرت األخبار داخؿ المدينة بأف العثمانيوف عرضوا تسوية سممية بشرط أف يغادر حاكـ المدينة أندرونيكوس المدينة قاـ العديد مف المواطنيف بأعماؿ شغب لصالح االستسالـ لمعثمانييف، وفي تمؾ المرحمة أقنعت مجموعة مف األرستقراطييف حاكـ المدينة أندرونيكوس بالسعي لطمب المساعدة مف البندقية، وىذه المبادرة ربما اتخذت مف دوف الرجوع إلى العاصمة القسطنطينية ودوف مشاورتيا4، وفي عاـ 1423ـ تـ إبالغ البندقية بنية أندرونيكوس تسميميا مدينة سالونيؾ، وكاف الشرط الوحيد الذي فرضو أندرونيكوس ىو احتراـ الممتمكات واالمتيازات التي يتمتع بيا سكاف المدينة والمحافظة عمييا، باإلضافة إلى حرية التجارة، وعدـ التعرض لمكنيسة األرثوذكسية داخؿ المدينة، وتعيد البندقية بالدفاع عف المدينة ضد اليجمات العثمانية5. يذكر المؤرخ بيسيدو سفرانتز Pseudo-Sphrantzes مؤرخ القرف السادس عشر بأف أندرونيكوس قاـ ببيع المدينة مقابؿ 50000 دوكا وغالبا ً ما قبؿ العمماء ىذا البياف حتى منتصؼ القرف العشريف، إال أنو لـ يتـ ذكر ذلؾ في أي مصدر آخر، كما أنيا ليست موجودة في الوثائؽ األصمية المتعمقة بيذه القضية، كما أوضح الباحثاف كونستاتينوس ميرتزيوس، وبوؿ ليمير6ؿ، مف ناحية أخرى أنو تمت الموافقة مف قبؿ المبعوثيف مف البندقية عمى استسالـ المدينة مقابؿ تقديـ مبمغ 20000 مف إيرادات المدينة كإعانة سنوية ألندرونيكوس مع تقديـ مبمغ 40000 دوكا بشكؿ فوري عندما يطمبيا أندرونيكوس7. عندما وصؿ العرض إلى البندقية كاف قد تـ انتخاب فرانشيسكو فوسكاري عاـ 1423ـ دوقاً عمى المدينة، الذي كاف 8 مؤيداً لموقؼ أكثر عدوانية ضد التوسعات العثمانية ، إال أف غالبية مجمس الشيوخ داخؿ مدينة البندقية كاف يفضؿ الحموؿ السممية مع العثمانييف خشية منيـ عمى مصالحيـ التجارية، التي قد تودي الحرب إلى االضرار بيا9. كانت البندقية قد اتبعت منذ الحممة الصميبية الرابعة سياسة السيطرة عمى القالع والجزر البيزنطية المنيارة، والتي وفرت روابط تجارية قيمة لمبندقية مع الشر10ؽ، وكانت لبندقية تنظر إلى مدينة سالونيؾ كيدؼ توسعي ممكف، وال سيما أف

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 966 مجمة جامعة تشريف . اآلداب والعموـ اإلنسانية المجمد )14( العدد )Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 9146 )1

القسطنطينية بدت عمى وشؾ السقوط بيد األتراؾ العثمانييف، ولذلؾ كانت البندقية قد سعت منذ عاـ 1419ـ إلى إعادة تأسيس قنصمية ليا داخؿ المدينة برئاسة جورج فيموماني، وبعد وفاتو عاـ 1422ـ تـ تعييف شقيقو ديميتريوس11. أرسؿ مجمس الشيوخ في البندقية عاـ 1422ـ مبعوث إلى أندرونيكوس يعمموه بقبوليـ عرضو، كما أرسمت البندقية مبعوثيا إلى القسطنطينية لمحصوؿ عمى موافقة اإلمبراطور البيزنطي مانويؿ الثاني12، وفي الوقت الذي أرسمت فيو البندقية مبعوثييا إلى كؿ مف أندرونيكوس حاكـ سالونيؾ واإلمبراطور البيزنطي عممت عمى تعزيز دفاعات المدينة، كما أرسمت مبعوثيا جيورجيو بروفيدوريتوري إلى السمطاف العثماني إلبالغو بسيطرة البندقية عمى المدينة مسوغا ً ذلؾ لمنع سقوط المدينة بيد مسيحييف آخريف قد يكونوا عمى عداء مع السمطاف العثماني، في الوقت ذاتو، كاف مبعوثيف آخريف يرتبوف إجراءات السالـ بيف السمطاف العثماني والبندقية مف ناحية، وبيف السمطاف العثماني واإلمبراطور البيزنطي مانويؿ الثاني مف ناحية أخرى13، ومف الواضح أف اإلمبراطور البيزنطي مانويؿ وافؽ عمى االقتراح بتسميـ المدينة إلى البندقية، حيث أنو في 14 أيموؿ عاـ 1423ـ دخمت ست سفف تابعة لمبندقية مصحوبة بسفينة بيزنطية إلى ميناء سالونيؾ، وتـ استقباؿ البنادقة مف قبؿ سكاف المدينة بترحيب والذيف كانوا ينظروف ليـ كمنقذيف ضد الخطر العثماني المحيط بيـ، عمد حاكـ البندقية عمى الفور إلى إرساؿ التعزيزات الالزمة لمدفاع عف المدينة المحاصرة مف قبؿ العثمانييف بحوالي 5000 جندي كما أرسؿ المؤف الالزمة14. عمى الرغـ مف ذلؾ كانت ماتزاؿ أعداد كبيرة مف السكاف داخؿ مدينة سالونيؾ تؤيد قراراالستسالـ لصالح العثمانييف، 15 فقد أظيرت كتابات متروبوليتاف سيموف أف عدداً مف سكاف المدينة فروا إلى العثمانييف ، وقد شممت عمميات الفرار بعض النبالء مف األسر األرستقراطية. خالؿ ذلؾ توفي اإلمبراطور البيزنطي مانويؿ 1425ـ وتولى الحكـ بعده ابنو يوحنا الثامف 1425-1449ـ16، ولكنو تربع عمى عرش إمبراطورية مقطوعة األطراؼال تضـ سوى القسطنطينية وضواحييا وبعض األراضي الضيقة عمى البحر األسود17، وكانت اإلمبراطورية البيزنطية قد وصمت إلى درجة كبيرة مف التدىور حيث قمت مواردىا وانتشر فييا الفقر، ولـ يكف بمقدورىا سؾ العممة الذىبية واكتفت بضرب العممة الفضية طواؿ عيد اإلمبراطور يوحنا وخميفتو قسطنطيف18. مع زيادة الضغط العثماني عمى المورة لـ تجد بيزنطة لدييا القدرة عمى الدفاع أو تقديـ المساعدات لمدينة سالونيؾ األمر الذي دفعيا لمتنازؿ عنيا لمبندقية19. ذكر ف ارنتز أف بيزنطة قد باعت المدينة لمبنادقة قبؿ ذلؾ أيضاً في عاـ 1403ـ بعد استردادىا مف العثمانييف ولتوضيح ذلؾ يمكف القوؿ أف بيزنطة قد استردتيا ثانية أو أف البندقية كانت قد تولت أمر الدفاع عنيا فقط لذلؾ تـ بيعيا عاـ 1423ـ20 لتتولى الدفاع عنيا.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 961 حصار مدينة سالونيؾ وسقوطيا بيد العثمانييف بين عامي 2533-2541م اليقة، زكار

وقد أظير سكاف المدينة ارتياحيـ ليذا األمر في البداية، خاصة بعد أف عانوا الكثير نتيجة غارات العثمانييف المتكررة عمييـ21، وقد تسمـ البنادقة المدينة في عاـ 1423ـ بعد أف تعيدوا باحتراـ عادات وتقاليد السكاف، وحمايتيا مف غارات 23 22 العثمانييف وأف تجعؿ منيا بندقية ثانية ، وعمى الفور أرسمت إلى المدينة دوقاً وقبطاناً ودعمت استق اررىا في المدينة . يذكر المؤرخ البيزنطي المعاصر دوكاس في كتاباتو أنو بعد حقبة قصيرة مف سيطرة البندقية عمى مدينة سالونيؾ قامت البندقية بسجف أربعة أرستقراطييف بارزيف بسبب ارتباطيـ بالعثمانييف، فقد تـ نفي الرجاؿ األربعة أوالً إلى جزيرة كريت، ثـ إلى البندقية نفسيا، وبعد سقوط سالونيؾ عاـ 1430ـ بيد العثمانييف تـ إطالؽ سراح الناجيف منيـ24. أف قصة المؤامرة التي سجميا المؤرخ المعاصر موروسيني حوؿ قياـ أندرونيكوس بتسميـ المدينة إلى األتراؾ، وبحسب ما أورد بأنو تـ اكتشاؼ المؤامرة عاـ 1423ـ25، رفضيا رونالد نيكوؿ ووصفيا بأنيا افتراء26. األحداث الدبموماسية والعسكرية بعد تسميم مدينة سالونيك لمبندقية: 27 ثارت ثائرة السمطاف م ارد الثاني عندما عمـ ببيع سالونيؾ، ورفض أف تبيع بيزنطة جزءاً مف أمالكيا ، وفي الحقيقة حاولت البندقية االستفادة مف وضع بيزنطة المتدىور إلى حد بعيد، فبعد أف تـ شراء سالونيؾ حاولت الحصوؿ عمى آخيا Achaia كما شرع اإلغريؽ مف تمقاء أنفسيـ في االنضواء تحت لوائيا فطمبت كالً مف آجيف عاـ 1451ـ وسكوبوليس عاـ 1453ـ، ومونمفازيا عاـ 1462ـ حماية البندقية28. 29 لذلؾ لـ يخؼ العداء لمبنادقة فعندما توجو إليو سفيرىا أمر بالقبض عميو وايداعو السجف ، وكانت البندقية تسعى منذ البداية لمحصوؿ عمى موافقة الدولة العثمانية في سيطرتيا عمى مدينة سالونيؾ مف خالؿ إرساليا سفيرىا إلى العثمانييف جورجيو عاـ 1424ـ، الذي أخفؽ في ميمتو وتـ إلقاء القبض عميو وسجنو مف قبؿ السمطاف العثماني مراد الثاني30، حيث رفض العثمانيوف قبوؿ تسميـ المدينة لمبندقية معتبريف أف سيطرة البندقية عمى المدينة غير قانوني بسبب حقيـ السابؽ في المدينة مف خالؿ الفتح31. تـ تمخيص الموقؼ العثماني مف خالؿ رد السمطاف العثماني مراد عمى سفراء البندقية الذيف يسعوف لمسالـ كما سجمو المؤرخ دوكاس: "ىذه المدينة ىي ممؾ لجدي بايزيد مف خالؿ قوة يده، فقد انتزعيا مف البيزنطييف، ولو أ َّف الروماف سادوا عم َّي، لكاف عمييـ أف يصرخوا إنو ظمـ لكنكـ التيف مف إيطاليا، لماذا تخطيتـ تمؾ األج ازء، لديكـ خيار االنسحاب، فإف لـ تفعموا ذلؾ سآتي أليكـ32. عندما وصؿ خبر اعتقاؿ جورجيو إلى البندقية، تـ ارساؿ مبعوث آخر إلى العثمانييف مف أجؿ إطالؽ سراح جورجيو، ومحاولة إقناع السمطاف العثماني بسيطرة البندقية عمى سالونيؾ والمناطؽ المحيطة بيا مقابؿ تقديـ جزية سنوية بيف 1000 إلى 2000 دوقية باإلضافة إلى توزيع ىدايا سنوية وأمواؿ عمى كبار رجاؿ السمطاف، كما أعطيت تعميمات

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 966 مجمة جامعة تشريف . اآلداب والعموـ اإلنسانية المجمد )14( العدد )Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 9146 )1

مماثمة لقائد أسطوؿ البندقية بيترو لوريداف، الذي أبحر إلى سالونيؾ ووجدىا تحت الحصار فقاـ بمياجمة مدينة غاليبولي، كما عمؿ عمى محاولة إثارة معارضة بيف الحكاـ المجاوريف لمعثمانييف واعاقة مرور القوات العثمانية في الدردنيؿ، أرادت البندقية مف خالؿ تمؾ األعماؿ أف تبيف حقيقة أنيا لـ تكف ترغب في الحرب، وابمغت القادة العثمانييف عف طريؽ بيترو لوريداف قائد أسطوليا بأف تمؾ األفعاؿ كانت نتيجة سجف جورجيو وحصار العثمانييف سالونيؾ التي حصموا عمييا بشكؿ قانوني33. ىكذا كاف نمط الصراع المستمر لمدة ست سنوات بيف العثمانييف والبندقية في محاولة كؿ مف الطرفيف فرض سيطرتو عمى سالونيؾ، ففي الوقت الذي فرض العثمانيوف حصارىـ عمى المدينة، محاوليف تجويع مف فييا إلجبارىـ عمى إعالف االستسالـ، عممت البندقية عمى أرساؿ أكثر مف سفارة إلى العثمانييف لتأكيد حيازتيا لممدينة ومحاولة الحصوؿ عمى اعتراؼ العثمانييف بذلؾ مف خالؿ عرض تقديـ مبالغ مالية سنوية لدعـ جيودىا الدبموماسية، ومف جية أخرى سعت البندقية لمحاولة الضغط عمى السمطاف العثماني مف خالؿ إثارة االضطرابات لمعثمانييف في البمقاف، ومحاولتيا التحريض مف أجؿ إعداد حممة صميبية جديدة ضد العثمانييف، إضافة إلى إرساؿ أسطوليا لمياجمة مدينة غاليبولي الواقعة تحت سيطرة الدولة العثمانية، وفي المقابؿ عمؿ العثمانيوف عمى محاولة الضغط عمى البندقية مف خالؿ شف الغارات عمى الممتمكات التابعة لمبندقية في منطقة بحر إيجة34. نتيجة الضغوطات المتزايدة عمى البندقية حاولت استرضاء السمطاف العثماني مف خالؿ دفع جزية سنوية قدرىا مائة ألؼ أسبرا Aspra، وىي قيمة الجزية التي اعتاد حكاـ سالونيؾ مف البيزنطييف دفعيا قبؿ ذلؾ، عندئٍذ اعترؼ السمطاف بيذا الوضع مقابؿ تعيد البندقية بأف يكوف في المدينة قاضي عثماني وأال يواجو التجار العثمانيوف أية صعوبات عند دخوؿ المدينة35. سالونيك تحت حكم البندقية. كانت موافقة السمطاف العثماني لسيطرة البندقية عمى مدينة سالونيؾ مجرد كسب لموقت فما أف عقد معاىدة صمح مع المجر – عدو البنادقة – مدتيا ثالث سنوات36 حتى اتجو لتصفية حسابو مع البندقية التي زادت الجزية إلى ثالثمائة 37 ألؼ أسبرا ، أي أف الجزية قد ازدت ثالثة أضعاؼ أمالً في إرضاء السمطاف العثماني. ليس مف شؾ أ َّف ىذه األعباء المالية جعمت البندقية – إلى جانب انشغاليا بحروبيا مع نابولي – غير قادرة عمى الوفاء بما التزمت بو إلنعاش اقتصاد المدينة، وقد ترتب عمى ذلؾ اتساع اليوة بيف المحكوميف وحكاميـ الجدد38، ىذا إلى جانب الخالؼ العقائدي الذي زاد مف حدة الخالؼ بيف الطرفيف، كؿ ذلؾ جعؿ البندقية تشعر بخسارة ىذه الصفقة، ومع حموؿ شتاء عاـ 1426-1427ـ، اقتربت الظروؼ في المدينة المحاصرة مف نقطة المجاعة، وقد أُجبر سكاف سالونيؾ عمى العيش عمى الخبز وحده، وحتى ىذا األمر أثبت أنو يمثؿ مشكمة، فقد اضطرت السمطات لطمب المزيد مف شحنات القمح مف البندقية عندما كانت اإلمدادات منخفضة بشكؿ خطير، وجعمت ظروؼ "الفقر المدقع والموت 39 والعوز" السكاف أكثر قمقا ً، وحتى أولئؾ الذيف رحبوا سابقا ً بالبنادقة بدأوا يترددوف في بقائيا داخؿ المدينة ، وقد كاف مف

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 969 حصار مدينة سالونيؾ وسقوطيا بيد العثمانييف بين عامي 2533-2541م اليقة، زكار

نتائج قمة المواد الغذائية تعرض دفاعات المدينة لمخطر، ألف العديد مف الحراس المرتزقة عمى الجدراف الذيف دفعت ليـ البندقية القمح بدال ً مف النقود، انشقوا إلى األتراؾ عندما تأخرت حصصيـ الغذائية، وأصبح ىذا الوضع أسوأ بشكؿ تدريجي، ومع حموؿ وقت اليجوـ العثماني األخير في عاـ 1430ـ، لـ يكف لدى العديد مف الجنود أسمحة ألنيـ باعوىا مقابؿ الغذاء40، وفي وسط ىذه الظروؼ وصمت قوات السمطاف مراد بأعداد كبيرة وتـ توزيعيا أماـ األسوار المواجية لميابس لحصار المدينة. بدأ حصار المدينة في السابع والعشريف مف آذار عاـ 1430ـ، وحاولت البندقية رفع الروح المعنوية لسكاف المدينة فأرسمت بعض سفنيا إلى ميناء سالونيؾ محممة بالمؤف والرجاؿ لمساعدتيا لمواجية الحصار41، وعمى الرغـ مف ذلؾ 42 تعالت أصوات سكاف المدينة بضرورة تسميميا خوفاً مما قد يحؿ بيـ عند دخوؿ العثمانييف المدينة عنوة ، وقد أدت عمميات الحصار إلى ىجرة جماعية مف المدينة، حيث باع المواطنوف القادروف عمى المغادرة ممتمكاتيـ وىربوا إلى القسطنطينية، وغيرىا مف األراضي اليونانية التي تسيطر عمييا البندقية، أو إلى العثمانييف43، مف بيف السكاف الذيف تـ اإلبالغ عف ىجرتيـ بيف 20000 إلى 25000 شخص، أو حتى ما يصؿ إلى 40.000 شخص، حسب المصادر اإليطالية المعاصرة، تشير التقديرات إلى أنو لـ يتبقى سوى 100000-130000 نسمة بحموؿ عاـ1429ـ/1430ـ44، وكانت قد حاولت سمطات مدينة البندقية وضع حد لذلؾ مف خالؿ منع السكاف مف مغادرة المدينة، وحظر جميع المبيعات، والرىوف العقارية، ونقؿ الممتمكات، سواء المنقولة وغير المنقولة، ومنع تدمير المنازؿ وغيرىا مف الممتمكات 45 واألشجار، وكاف قسـ مف الناس الذيف غادروا المدينة يأمموف في أف يشكؿ التدمير اردعا ً ألولئؾ الذيف ظموا وراءىـ . كاف السمطاف مراد الثاني مدركا ً الوضع السيء داخؿ أسوار المدينة ومدى حالة الفقر والجوع التي وصؿ إلييا السكاف، كاف قد أرسؿ ضباطا ً مسيحييف يعمموف تحت خدمتو إلى المدينة لمتحريض عمى التمرد ضد البندقية مما تسبب في مزيد مف حاالت التمرد واالعتقاؿ داخؿ المدينة، ويذكر أناغنوستس في كتاباتو أف عدد السكاف في ذلؾ الوقت كاف قد انخفض وأصبح ىناؾ انقساـ واضح بينيـ بيف مف يؤيد دخوؿ العثمانييف المدينة بشكؿ سممي، والذيف دفعيـ كرىيـ لمبندقية إلى تشكيؿ قوة خاصة تدعوا لقتؿ كؿ مف يرفض االستسالـ لمعثمانييف، في المقابؿ كاف ىناؾ مف يدعوا إلى المقاومة والتصدي لميجوـ العثماني والوقوؼ في وجو مف يدعوا لالستسالـ. سقوط مدينة سالونيك: نتيجة تشديد العثمانييف حصارىـ وازدياد حركات التمرد داخؿ المدينة كاف مجمس الشيوخ داخؿ البندقية قرر إرساؿ عدة سفف عسكرية إلى سالونيؾ تحت قيادة أنطونيو دييدو لتعزيز الدفاع عنيا، وذلؾ في 17 آذار عاـ 1430ـ، ولكف تمؾ المحاولة كانت دوف جدوى، فقد أظير حشد مف المدافعيف عف المدينة مدى حالة الضعؼ التي وصمت إليو المدينة سواء مف حيث عدد المدافعيف وتسميحيـ ومف حيث رغبتيـ في الوقوؼ بوجو العثمانييف، فقد تمكف السمطاف العثماني مراد الثاني بمساعدة أحد الرىباف الموجوديف داخؿ المدينة في قطع أنابيب المياه عنيا فعانى سكانيا مف شدة

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 966 مجمة جامعة تشريف . اآلداب والعموـ اإلنسانية المجمد )14( العدد )Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 9146 )1

العطش46، وعندئذ تشاور البنادقة فيما بينيـ وفكروا في التخمي عف المدينة ألف الدفاع عنيا قد يكمؼ الكثير في حيف أف الكسب منيا ضئي47ؿ. بدأ اليجوـ العثماني عمى المدينة مع شروؽ شمس التاسع والعشريف مف آذار عاـ 1430ـ، وقد قاوـ المدافعوف ولكف دوف جدوى حيث نجح المياجموف في إنزاؿ األضرار بأسوارىا وعند أدراؾ البنادقة فشؿ جيودىـ في الدفاع عنيا الذوا بالفرار ووقعت المدينة في أيدي العثمانييف48. حمؿ السمطاف مف المدينة الكثير مف األسرى وحوؿ كنيسة العذراء إلى مسجد ودخؿ في خدمتو الكثير مف الشخصيات البارزة مف سكاف المدينة49. تعمـ البيزنطيوف والبنادقة درساً قاسياً عمى يد السمطاف م ارد، لذلؾ لـ يفكروا في استعادة المدينة وأصبح شغؿ البنادقة الشاغؿ ىو حماية بقية أمالكيـ في المنطقة بإحالؿ السالـ مع السمطاف العثماني، وبنا ًء عمى المعاىدة التي عقدت بينيما في الرابع مف أيموؿ عاـ 1430ـ بقيت المدينة في أيدي العثمانييف وبقيت أمالؾ البنادقة آمنة في ألبانيا والمورة50. انزعج اإلمبراطور البيزنطي يوحنا الثامف في القسطنطينية عند سماعو بسقوط مدينة سالونيؾ بيد العثمانييف، وحاوؿ إعادة ترميـ حصوف العاصمة القسطنطينية51، وفتح باب التفاوض مع البابا لعقد مجمع فمورنسا 1438-1439ـ52.

خاتمة في النياية نذكر بعض النقاط التي توصمت إلييا المصادر التاريخية حوؿ حصار وسقوط سالونيؾ في اآلتي: 1. كاف التسمسؿ الزمني واألحداث المحيطة بفرض الحكـ العثماني المباشر عمى سالونيؾ في عاـ 1390ـ موضوعا ً لمجدؿ، فقد أشارت السجالت العثمانية إلى "االستيالء" عمى المدينة، مما دفع بعض عمماء الحديث، مثؿ كارؿ ىوبؼ ، نيكوالي إيورغا ، أو ريموف يوسؼ، إلى القوؿ إلى أف المدينة قد كانت تحت حكـ البيزنطييف في

ىذه األثناء .ىذا الموقؼ عموًما مرفوض مف الد ارسات الحديثة .بدالً مف ذلؾ ، ُينظر إلى "االستيالء الثاني" كجزء مف سياسة أوسع لتعزيز السيطرة المركزية عمى الواليات الفاسدة مف قبؿ بايزيد األوؿ، وىو ما يتضح في مكاف آخر في األناضوؿ والبمقاف في نفس الوقت. 2. كاف البيزنطيوف قد دعموا في البداية سميماف شمبي أثناء النزاع مع أخيو موسى، وعندما أطاح سميماف بأخيو شف في عاـ 1411ـ ىجمات عمى سالونيؾ ووضع القسطنطينية تحت الحصار ، مما تسبب في تحالؼ البيزنطييف مع أخيو محمد، وأعطت السفف البيزنطية محمد وقواتو حؽ المرور داخؿ البوسفور ، وقاتمت القوات البيزنطية إلى جانبو، وكانت القسطنطينية ممجأً لمحمد بعد فشؿ ىجومو األوؿ عمى موسى في معركة أنسيز .

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 968 حصار مدينة سالونيؾ وسقوطيا بيد العثمانييف بين عامي 2533-2541م اليقة، زكار

4. تأريخ سقوط المدينة كاف موضوع العديد مف التفسيرات الخاطئة، لكف التاريخ الصحيح تـ توفيره مف قبؿ جوف أناغنوستيس، وتقرير مف سمطات البندقية في نيغروبونتي عف سقوط المدينة، ورسالة يونانية وجدت في دير Vlatadesوىذا يتطابؽ مع بعض المؤرخيف الغربييف واألتراؾ في الوقت ذاتو، مثؿ مارؾ أنطواف الوجير و لونكالفيوس، وكذلؾ بعض مصادر القرف العشريف أكدوا عدـ صحة وضع سنة احتالؿ المدينة في عاـ 1429ـ، في حيف quien جنيو وضعيا في عاـ 1431ـ.

المصادر والمراجع المصادر األجنبية: 1- Phrantzes, Annales: Georgus Phrantzes (Sphranrzes) Annnales, CSH, ed. (Boon, 1838).p. 121. 2- Phrantzes, Annales: Georgus Phrantzes (Sphranrzes) Annnales, CSH, ed. (Boon, 1838).p. 67. 3- Ducas, Historia: Michael Ducas, Historia Turco-Byzantina, CSH, ed. (Boon, 1834).p. 197. 4- Anagnostes, Thessalonicensi: Ioannes Anagnostes, De Extremo Thessalonicensi Excidio Narratio, CSH, ed, (Boon, 1838).p. 490-510. 5- Phrantzes, Annales: Georgus Phrantzes (Sphranrzes) Annnales, CSH, ed. (Boon, 1838).p.192.

المراجع األجنبية: 1- Schlumberger, Siege: G. Schlumberger, Le Siege La Paris et le Sac de par les Turcs en 1453, (Paris, 1922).p. 380. 2- Ostrogorsky, State: G. Ostrogorsky, History of Byzantine State, Eng. Trans, J. Hussey, (Oxford, 1955).p. 497. 3- Pitcher, Historical: D. Pitcher, An Historical geography of The Ottoman Empire from earliest Times to The End of The Sixteenth Century, (Leiden, 1972).p. 64. : Stavrianos, : L. Stavrianos, The Balkans since 1453, (London, 1958).p. 51. 4- Menzies, Ottoman: S. Menzies, History of The Ottoman Empire In Europe, (London, 1877).p. 73. 5- Nicol, Centuries: D. Nicol, The Last Centuries of The Byzantium 1261- 1453, (Cambridge, 1993).p. 349. 6- Kinross, Ottoman: L. Kinross, The Ottoman Centuries, The Rise and Fall of The Turkish Empire, (London, 1977).p. 85. 7- Menzies, Ottoman: S. Menzies, History of The Ottoman Empire In Europe, (London, 1877).p. 73. 8- Vasiliev, Empire: A. Vasiliev, History of , 2, (Madison, 1971).p. 643. 9- Setton, Kenneth M. The Papacy and the Levant (1204–1571), Volume II: The Fifteenth Century. Philadelphia: The American Philosophical Society, (1978).pp. 12-19- 20-21 10- -Fine, John Van Antwerp The Late Medieval Balkans: A Critical Survey from the Late Twelfth Century to the Ottoman Conquest. Ann Arbor: University of Michigan Press, (1994).p. 536.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 966 مجمة جامعة تشريف . اآلداب والعموـ اإلنسانية المجمد )14( العدد )Tishreen University Journal. Arts and Humanities Series 9146 )1

11- Vacalopoulos, Apostolos E. History of 1354–1833. Translated by Peter Megann. Thessaloniki: Institute for Balkan Studies. (1973).pp. 77-78-80. 12- -Magoulias, Harry, ed. Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by . An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University. Detroit: Wayne State University Press. (1975).p.171. 13- Necipoğlu, Nevra Byzantium between the Ottomans and the Latins: Politics and Society in the Late Empire. Cambridge: Cambridge University Press, (2009).pp.47- 48- 49. 14- Mertzios, Konstantinos, Monuments of Macedonian History, Thessaloniki: Society for Macedonian Studies, [1949]. Pp. 30-34. 15- Madden, Thomas F. Venice: A New History. New York: Viking. (2012).pp.199-200. 16- Nicol, Donald M. Byzantium and Venice: A Study in Diplomatic and Cultural Relations. Cambridge: Cambridge University Press, (1992). p.361-362-363.

المراجع العربية والمعربة: 1- شارؿ ديؿ: البندقية جميورية أرستقراطية، تر: أحمد عزت عبد الكريـ وتوفيؽ اسكندر، دار المعارؼ، القاىرة، عاـ 1947ـ، صػ 135. 2- ىايد: تاريخ التجارة في الشرؽ األدنى في العصور الوسطى، تر: أحمد رضا محمد رضا،ج3، الييئة العامة، القاىرة، عاـ 1991ـ، ص139ػ. 3- شارؿ أوماف: اإلمبراطورية البيزنطية، تر: مصطفى طو بدر، القاىرة، د.ع، صػ 259. 4- ىايد: تاريخ التجارة في الشرؽ األدنى في العصور الوسطى، تر: أحمد رضا محمد رضا،ج3، الييئة العامة، القاىرة، عاـ 1991ـ، ص139ػ. 5- كارؿ بروكمماف: تاريخ الشعوب اإلسالمية، ط11، تر: نبيو أميف فارس- منير البعمبكي، دار العمـ لممالييف، بيروت، عاـ 1988ـ، صػ 427. 6- سعيد أحمد برجاوي: اإلمبراطورية العثمانية تاريخيا السياسي والعسكري، بيروت، عاـ 1993ـ، صػ 64. 7- عبد الغني محمود عبد العاطي: معركة فارنا الصميبية، مجمة كمية التربية، دمياط، عدد17، ج2، عاـ 1992ـ، صػ 193. 8- خميؿ اينالجيؾ: تاريخ الدولة العثمانية مف النشوء إلى االنحدار، تر: محمد األرناؤوط، بني غازي، المصادر العربية: 1- بيرو طافور: رحمة طافور في عالـ القرف الخامس عشر الميالدي، تر: حسف حبشي، دار المعارؼ، القاىرة، عاـ 1968ـ، صػ 157.

journal.tishreen.edu.sy Print ISSN: 2079-3049 , Online ISSN:2663-4244 611