جملة كلية اآلداب

العدد الثالث واخلسمون أبريل 0202

مجمة كمية اآلداب.ـ مج 1، ع 1 )أكتوبر 1991م( ـ

بنها : كمية اآلداب ـ جامعة بنها، 1991م

مج؛ 42 سم.

مرتان سنويا )1991( وأربعة مرات سنويا )أكتوبر 4111( ومرتان سنويا )4112(

1 . العموم االجتماعية ـ دوريات . 4. العموم اإلنسانية ـ دوريات.

مجمة كمية اآلداب جامعة بنها مجمة دورية محكمة العدد الثالث والخمسون الشهر : أبريل 4141 عميد الكمية ورئيس التحرير : أ.د/ عبير فتح اهلل الرباط نائب رئيس التحرير : أ.د/ عربى عبدالعزيز الطوخى اإل شراف العام : أ.د/ عبدالقادر البحراوى المدير التنفيذى : د/ أيمن القرنفيمى امدير التحرير : د/ عادل نبيل الشحات : د/ محسن عابد محمد السعدنى سكرتير التحرير : أ/ إسماعيل عبد الاله رقم اإليداع 3631 : 3636 لسنة 1991 1687-2525: ISSN

المجمة مكشفة من خالل اتحاد المكتبات الجامعية المصرية ومكشفة ومتاحة عمى قواعد بيانات دار المنظومة عمى الرابط: http://www.mandumah.com ومكشفة ومتاحة عمى بنك المعرفة عمى الرابط: http://jfab.journals.ekb.eg

هيئة حترير اجمللة

عميد الكليت ورئيس مجلس إلادارة أ0د/ عبري فتح اهلل الرباط ورئيس التحرير

أ.د/ عربي عبدالعزيز الطوخي نائب رئيس التحرير

أ.د/ عبدالقادر البحراوى إلا شراف العام

د/ أمين القرنفيلي املدرر التفييى

د/ عادل نبيل مدرر تحرير املجلت

د/ حمسن عابد السعدني مدرر تحرير املجلت

أ / إمساعيل عبد الاله سكرتير التحرير

العالقات السياسية بني مملكة الكرج يف عهد امللكة متار وسلطنة سالجقة الروم يف ضىء احلىلية الكرجية "تاريخ ومديح امللىك" ملؤرخ جمهىل

)8811- 8181م/ 015- 085ه( Political relations between Georgian Kingdom during the Reign of Queen Tamar and Seljukid Sultanate of Rum in the light of the Georgian Chronicle "The History and Eulogy of Monarchs" of Anonymous historian (1184- 1213 A.D\ 580- 610 A.H )

د/ عفاف عبد الراضي عبد الباسط

مدرس تاريخ العصىر الىسطى

كلية اآلداب- جامعة اإلسكندرية

العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

العدد الثالث والخمسون 74 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

تنتمي الممكة تمار ألسرة باجراطيوني Bagrationi الكرجية)1(، وىي االبنة الكبرى لمممك جورجي الثالث Giorgi III ) 1156- 1184م/ 551 - 585ه( الذي لم يحظ بأبناء ذكور)2(. أشركيا والدىا جورجي الثالث معو في الحكم في عام 1178م/ 574ه)3(، وبعد وفاتو في عام 1184م/ 585ه، ارتقت منفردة لعرش مممكة الكرج )4( لتكون أول امرأة تحكم جورجيا بحقيا الشخصي في التاريخ)5(.

ويمثل عيد الممكة تمار قمة العصر الذىبي لجورجيا في العصور الوسطي، حيث بمغت مممكة الكرج في عيدىا أوج عظمتيا وقوتيا، ووصمت إلى أقصى اتساع

)1( ىي فرع من أسرة باجراطيوني/ باقرادوني التي كان ينتمي إلييا مموك أرمينية الكبرى السابق ون، وكان المموك الباجراطيونيون ينسبون أنفسيم لمنبي العبري داود . انظر: Lang, David Marshall, The Georgians, Thames and Hudson, 1966, p. 105; انظر أي ًض ا فؤاد حسن حافظ، تاريخ الشعب األرمني منذ البداية حتى اليوم، القاىرة، 1986، ص -149 155. Basil Ezosmodzghvari, "The Life of Tamar, Queen of Queens", in A )2( History of Georgia, Artanuji Publishing, , 2014, p. 287; Cf. also, Toumanoff, Cyril, “Armenia and Georgia”, in Cambridge Medieval History, Vol. IV, Cambridge, 1966, p. 623. Manvelichvili, Alexandre, Histoire de Georgie, Nouvelles editions de la )3( Toison d'Or, Paris, 1951, p. 181. Vardan Arewelc'i,The Historical compilation of vardan Arewelc'i, Tr. by )4( Robert w. Thomson, in Dumbarton oaks papers, Harvard university, vol. 43, 1989, p. 208; Cf. also, Allen, W. E. D., A History of the Georgian People, London, 1932, p. 103. Rapp, Stephen H., Studies in Medieval Georgian Historiography: Early )5( Texts and Eurasian Contexts, Peeters, 2003, p.338. العدد الثالث والخمسون 75 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

ليا عبر تاريخيا، فامتدت حدود دولتيا من البحر األسود في الغرب إلى بحر قزوين في الشرق، ومن جبال القوقاز في الشمال إلي بحيرة فان/ وان Van في الجنوب )1(.

ويتناول ىذا البحث حمقة ميمة من حمقات الصراع الحدودي بين مممكة الكرج وسمطنة سالجقة الروم، وما شيدتو العالقات السياسية بين الجانبين من تغيرات نتيجة التطورات السياسية في آسيا الصغرى في عيد الممكة تمار. وقبل عرض العالقات السياسية بين الدولتين ينبغي إلقاء الضوء عمى حولية "تاريخ ومديح المموك".

إن حولية "تاريخ ومديح المموك")2( مجيولة المؤرخ، لكن يظير من خالل استشياد كاتبيا بآيات عديدة من الكتاب المقدس في أكثر من موضع في حوليتو، أنو كان من رجال الدين أو أنو كان يتمتع بثقافة دينية طيبة. أما عن أصمو: فيتضح مما جاء في حوليتو أنو كرجي الموطن)3(، وذلك عندما قال أثناء حديثو عن زواج تمار

Mikaberidze, Alexander, Historical Dictionary of Georgia, The Scarecrow )1( Press, U K, 2007, p. 599. وألجل ذلك منحيا بعض المؤرخين لقب تمار العظيمة The Great. انظر: Toumanoff, Armenia and Georgia, p. 623. )2( سوف نعتمد في دراستنا ىذه عمى نسخة الحولية المترجمة لمغة اإلنجميزية. انظر: Anonymous,"The History and Eulogy of the Monarchs", in A History of Georgia, Artanuji Publishing, Tbilisi, 2014, pp. 227-286. كما أتيح لنا نسخة الحوليات الكرجية التي نشرىا م. بروسيو مترجمة إلى الفرنسية. راجع: Brosset, M., (Tr. et Ed.), Histoire de la Georgie, 1re partie, st. Petersburg, 1849. )3( يدعي الكرج/ الجورجيون Georgians أنيم أحفاد قارتموس، وىو من أبناء يافث بن نوح عميو السالم، ومن ىنا جاء اسميم األصمي قارتول، وكان مقرىم عند مفرق نيري ُكر وآ ارغوي من عام 2155ق.م، وىم من سكان منطقة القوقاز، وىي المنطقة التي يحدىا بحر الخزر من الشرق والبحر األسود من الغرب، ومن الشمال سمسمة جبال القوقاز، وتتصل في الجنوب= العدد الثالث والخمسون 76 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

)2( )1( الثاني:" وتجرأ سكان مممكتنا..." ، كما ظير أي ًض ا أنو كان ينتمي لمعقيدة الكرجية ، الكرجية)2(، فعمى سبيل المثال قال مؤرخ الحولية خالل حديثو عن الجدال المذىبي الذي وقع بين الكرج واألرمن في عيد الممكة تمار: "انسحب زكريا لحجرتو، ... وتفوه خالل العشاء بالقصر بجميع أنواع كممات اإللحاد ولعن عقيدتنا")3(.

=بآسيا الصغرى واي ارن وما بين النيرين. انظر: يوسف عزت: تاريخ القوقاز، ترجمة عبد الحميد غالب، مطبعة عيسى البابي الحمبي، القاىرة، 1945، ص 11، 28؛ انظر أي ًض ا Grousset, R., Histoire de l'Armenie des origines a`1071, Paris, 1973, p. 13. ويطمق الكرج عمى أنفسيم كارتفمي/ قارتفمي kartveli، وعمى بمدىم ساكارتفيمو sakartvelo )مكان الكرج(، ولمعظم الفترات التاريخية قسمت األراضي التي عاش فييا الكرج إلى قسمين رئيسيين يفصميما سمسمة جبال سورامي Surami )ليخي likhi(، وىما: شرق جورجيا وىو اإلقميم األكبر الذي يمتد عمى طول نير كورا kura )كيروس cyrus(، والذي كان يطمق عميو العالم القديم إيبيريا Iberia، ويطمق عميو الكرج كارتمي Kartli، وغرب جورجيا التي تقع في حوض نير ريوني Rioni )فاسيس Phasis(، وكانت تعرف في األزمنة القديمة بكولتشيس Colchis، ثم بالزيكا Lazica وأباسجيا Abasgia أو إيميريتيا Imeretia، وتعرف بين الكرج في البداية بإيجريسي Egrisi وبعد ذلك بأبخازيتي Abkhazeti وحديث ًا بإيميريتي Imereti. راجع: Suny, Ronald Grigor, The Making of the Georgian Nation, Indiana University Press, 2nd edition, 1994, p. 3. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 247. )1( )2( في البداية اعتنق الكرج مذىب الطبيعة الواحدة مثل األرمن، لكنيم دانوا بعد مجمع خمقدونيا عام 451م بمذىب الطبيعتين، انظر: فايز نجيب إسكندر: الفتوحات اإلسالمية لبالد الكرج، دار الفكر الجامعي، اإلسكندرية، 1988، ص 29. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 263. )3( العدد الثالث والخمسون 77 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

أما عن منيجو وأسموبو في الكتابة: فقد حاول مؤرخ الحولية المجيول مراعاة التسمسل الزمني لؤلحداث، لكنو لم يحدد بدقة تاريخ وقوع كثير منيا، وفي بعض األحيان كان يعرض ألسباب الوقائع التي يتناوليا ثم يزودنا بالنتائج التي ترتبت

عمييا، ويبدو أنو اطمع عمى أميات الكتب اليونانية والرومانية والفارسية، فكثي ًار ما شبو الشخصيات التي كان يتحدث عنيا بمشاىير تمك الحضارات عبر حوليتو، مما يشير ٍ إلى أنو نال قسط ًا واف ًار من التعميم، وكان يتمتع بثقافة واسعة، وأنو أجاد أكثر من لغة. وكتب حوليتو بأسمو ٍب بميغ، وبرع في استخدام التشبييات البديعية السيما عند وصفو لمممكة تمار.

وقد اتضح مصدر المعمومات التي جاءت في حولية "تاريخ ومديح المموك" من خالل ما قالو مؤرخيا بنفسو: "وسوف أقدم فقط األشياء التي شيدتيا بنفسي، أو )1( سمعتيا من الناس الحكماء والعقالنيين." مما يؤكد أنو كان معاص ًار وشاىد عيان لكثيٍر من األحداث التي أوردىا في حوليتو، وأنو كان يتحرى الدقة في اختيار الشخصيات التي كان يأخذ منيم المعمومات عن األمور التي لم يرىا بشخصو، ويدل ذلك عمي أنو كانت لو عالقات بصناع القرار في مممكة الكرج في ذلك الوقت، وىو ما يجعمنا ال نستبعد احتمال أنو كان أحد الموظفين البارزين في الدولة في عيد الممكة تمار. وبذلك تظير األىمية الكبيرة لمحولية.

وبالنسبة لممادة التاريخية الواردة في الحولية: فقد أعمن مؤرخيا المجيول أنو سوف يبدأ روايتو "بتمار المباركة" )2(، لكنو في الواقع بدأ بالحديث عن أسالف الممكة تمار وأسرتيا، وىو أمر جيد ُيحسب لو تمييًد ا لتناول أحداث عيدىا، وىو ما كرس حوليتو من أجمو بدايةً من تولييا حكم مممكة الكرج وحتى وفاتيا.

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 228. )1( Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 228. )2( العدد الثالث والخمسون 022 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

وفيما يتعمق بالعالقات السياسية بين مممكة الكرج وسمطنة سالجقة الروم في عيد الممكة تمار: فقد اىتمت الممكة تمار عمى الصعيد الخارجي بالسيطرة عمي منطقة القوقاز، لمدفاع عن أمن جورجيا )1(، وحرصت عمى تحرير أراضي أرمينية الكبرى من الييمنة اإلسالمية)2(، وتزعمت تمك الحركة التحريرية إحدى أىم األسرات اإلقطاعية في أرمينية، وىي أسرة مخارجردزيمي Mkhargrdzelis أو الزكاريون

Manvelichvili, Histoire de Georgie, p. 193. )1( )2( استمر حكم أسرة باجراطيوني األرمنية التي حكمت القسم األكبر من أرمينية الكبرى حتى أواسط القرن الحادي عشر الميالدي/ الخامس اليجري، حيث تم ضم أراضييا بعد ذلك إلى اإلمبراطورية البيزنطية، وفي تمك المرحمة نشطت غاراتاألتراك السالجقة عمى أرمينية الكبرى، ودخمت الدولتان الكرديتان اإلسالميتان المتان قد قامتا في بعض أنحاء أرمينية وىما: دولة بني مروان بديار بكر وميافارقين وأرجيش، وبني شداد في أَّارن وجنزة ودوين في تبعية السالجقة، وبعدما أنزل السمطان السمجوقي ألب أرسالن ىزيمة ساحقة بالبيزنطيين في معركة مالذكرد/ مانزكرت عام 1571م/ 463ه، صار جزء كبير من األراضي األرمينية ضمن دولة األتراك السالجقة، التي كان من أبرز فروعيا بعد ذلك دولة سالجقة الروم التي أقاميا السمطان سميمان األول بن قتممش عام 1577م/ 475ه في آسيا الصغرى/ األناضول، وكان ألب أرسالن قد قام بتوزيع جانب من أراضي أرمينية عمي بعض قادتو كإقطاعات؛ فتفرع من دولة السالجقة مجموعة من اإلمارات التركية المستقمة، التي كان من أىميا إمارة بني سمُدق في أرزن الروم، وامارة بني منكوجك في أرزنجان، وبعد ذلك نجح سكمان/ سقمان القطبي أحد مماليك السالجقة في إقامة دولة في خالط عام 1155م/ 493ه، واشتير خمفاؤه بمقب شاه أرمن. لمزيٍد من التفاصيل راجع: فؤاد حسن حافظ: تاريخ الشعب األرمني، ص 144-147؛ ألكساندر خاتشاتريان: ديوان النقوش العربية في أرمينية، ترجمة شوكت يوسف، دمشق، ط1، 1993، ص 38-37. العدد الثالث والخمسون 020 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

Zakarids )1(، وىو ما جعل سمطنة سالجقة الروم تستشعر الخطر عمى حدودىا الشرقية والشمالية الشرقية. وأولى المؤرخ المجيول لمحولية عنايتو بالحديث عن معركة باسياني)Basiani )2 التي خاضتيا القوات الكرجية)3( ضد ركن الدين سميمان شاه الثاني سمطان سالجقة الروم )1196-1254م/ 592-651ىـ(، والتي وصفيا بأنيا "أحد أعظم األعمال شأًن ا ...وأعظم أمر وقع منذ العصور القديمة"، وذكر أن سبب المعركة ىو أن سمطان سالجقة الروم)4(، عمم بكل ما قامت بو الممكة تمار لفرض سيطرتيا عمى العديد من مدن )5( أرمينية الكبرى، مما شكل تيديًد ا لحدود سمطنة سالجقة الروم ؛ فقام باستدعاء قواتو،

)1( وتقديًا رلبطوالت المخارجردزيميين أو الزكاريين العسكرية منحيم التاج الكرجي إدارة العديد من المناطق التي تمت استعادتيا في شمال شرق أرمينية الكبرى بوصفيا إقطاعات ليم، انظر: Bedrosian, Robert,"Armenia during the Seljuk and Mongol Periods", in The Armenian people from Ancient to Modern Times, vol. 1, ed. Hovannisian, Richard, G., st. Martin’s press, New York, 1997, p. 253; انظر أي ًض ا ألكساندر خاتشاتريان: ديوان النقوش العربية في أرمينية، ص 39-38. )2( باسياني: تقع في األلسنة المنبسطة الشمالية لنير أراكسيس Araxes، لمشمال من أرزن الروم، انظر: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 282, note 174. )3( فيما يخص تاريخ معركة باسياني: يوجد اختالف شديد بين الباحثين حول تحديده بدقة، وسوف نناقش ىذا األمر في حينو. )4( ورد اسمو في الحولية " نوكاردين Nukradin "، راجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 268. )5( ذكر مؤرخ الحولية المجيول أحداث استيالء الكرج عمى قرص قبل حديثو عن معركة باسياني مباشرةً. ارجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.267. العدد الثالث والخمسون 020 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

وجمع جي ًش ا قوامو أربعمائة ألف رجٍل ، وأرسل رسوًال إلى الممكة تمار برسالة جاء فييا: ِ "من حاكم جميع البالد، عبد اهلل األكثر تواض ًع ا! إن كل ام أرة حمقاء: عممنا أنك أمرت الكرج بحمل السيف لمقضاء عمى المسممين... واآلن سأرسل كل جيشي لمقضاء عمى جميع الرجال في بمدك، وسيبقى فقط عمى قيد الحياة من سيأتون لمقابمتي، ويخضعون )1( ل ُح جاب بمدي، ويدوسون عمى الصميب الذي ىو كل رجائك ويعتنقون )دين( محمد! " . وبحسب ما جاء في حولية " حياة تمار" كان ما دفع ركن الدين سميمان شاه الثاني سمطان سالجقة الروم لمزحف ضد مممكة الكرج أنو عمم أن األمراء األتراك )2( المسممين المجاورين لمممكة تمار كانوا في تمك المرحمة ضعاف ًا؛ ولذا توسموا إلييا أن تكتفي بأخذ اإلتاوة منيم، وتوقف التدمير في بالدىم، فقبمت الممكة تمار التماساتيم، )3( معمنةً أن من يريد إقامة السالم معيا فعميو أن يحضر ليا اإلتاوة .

و َسَب َب ذلك األمر ألًم ا روحي ا لركن الدين سميمان شاه الثاني، وكان باستمرار يرسل الرسل لمممكة تمار لكي يحفظ السالم بينيما، مع العديد من اليدايا الممتازة، وفعمت الممكة تمار الشيء نفسو، وأرسمت إليو رسال ً وىدايا في المقابل، لكن ركن الدين سميمان شاه الثاني كان يخفي غدره، وتحت ستار الود حاول أن يتجسس عمى مممكة الكرج، وبدأ في االستعداد لغزو أراضي الممكة تمار، وبدأ يوزع الذىب بوفرة ليحشد جي ًش ا، وأرسل الرسل إلى أطراف دولتو، وانطمق بنفسو إلى األتراك، المسمين أوجادز )األوج( Ujads الذين كانوا شجعاء في القتال وىائمين في العدد، وأعطاىم

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.268. )1( )2( كانت إمارة بني سمُد ق في أرزن الروم، وامارة بني منكوجك في أرزنجان من أىم اإلما ارت التركية التي قامت بالقرب من مممكة الكرج، والتي تفرعت من سمطنة األتراك السالجقة بعد استيالئيم عمى جانب من أراضي أرمينية عقب معركة مالذكرد كما سبقت اإلشارة. Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, pp. 296- 297. )3( العدد الثالث والخمسون 021 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

ذىًب ا وىدايا أكثر، وبذلك نجح في حشد مائة ألف خيا ٍل منيم، كما عبأ ضد إ اردتيم )2( )1( سكان إزنكا/ أرزنجان Ezinka، وكارين/ أرزن الروم K'arin، وابن سمُدق الذي انتزع منو بعد ذلك أرزن الروم، وعين عمييا أخاه )3(.

ولما رأى سمطان سالجقة الروم قواتو الغفيرة أصابو الغرور، ونسي األيمان )4( الغادرة وعيود الود التي أبرميا مع الممكة تمار سابق ًا، وجاء إلى مدينة سيواس ، وبدأ

)1( إزنكا: ىي أرزنجان، وأىميا يقولون أرزنكان، من مدن أرمينية بين بالد الروم وخالط، بالقرب من أرزن الروم. راجع: Kirakos Ganjakets'i, History of the Armenians,Translated From Classical Armenian by Robert Bedrosian, New York ,1986 , p. 245; انظر أي ًض ا ياقوت الحموي: معجم البمدان، 5 ج، دار صادر، بيروت، 1977، جـ 1، ص .155 )2( كارين: ىي أرزن الروم، واالسم الكرجي ليا ىو: كارنوكالكي K'arnukalaki، ُشيدت أرزن الروم بعد التدمير )1549م( بواسطة أتراك بمدة أرزن Arzan في األلسنة المنبسطة الشمالية لنير دجمة، في مكان مدينة ثيودوسيوبوليس Theodosiopolis القديمة، وعرفت بعد ذلك بأرزن الروم أي البيزنطيين. حرم السمطان ركن الدين سميمان شاه الثاني حاكميا )عالء الدين سمتوق Ala ad-Din saltuk، سمُدق/ سمُدخ Saldukh بالكرجية( من سمطتو، وعين أخاه مغيث الدين طغرل شاه أميً ار عمييا، وبعد معركة باسياني دخمت أرزن الروم في منطقة نفوذ مممكة الكرج. راجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 282, note 178; Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 310, note 56. Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 297. )3( )4( سيواس أو سيفاستيا: مدينة في آسيا الصغرى، لمغرب من أرزن الروم، تقع عمى مسافة ستين ميالً من قيسارية. انظر: Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 310, note 59; انظر أي ًض ا أبو الفداء: تقويم البمدان، دار صادر، بيروت، )د.ت(، ص -384 385. العدد الثالث والخمسون 022 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

يجيز آالتو الحربية. ثم أرسل إلى الممكة تمار بالرسالة التالية:" أنا نوكارين...أُرسمت من ِقبل محمد العظيم، ألبمغك بيذا، تمار، ممكة جورجيا. أنت أمرِت الكرج أن يشيروا األسمحة ويدمروا الشعب مياإلسال المحبوب من اهلل؛ ثم لم ترضي بيذا، وفرض ِت ضريبة التبعية عمى القبيمة الحرة. اآلن أنا قادم ألستعيد العدالة إلى منزل الفرس )المسممين("، كما جاء في رسالتو أنو سوف ُي بقي فقط عمى حياة الذين سوف يأتون إلى خيمتو قبل أن يدخل لمممكة الكرج، ويطمبون الرحمة بتذلل، ويعتنقون الدين اإلسالمي، وفي ختام رسالتو توعد الممكة تمار بانتظار األعمال االنتقامية منو بسبب المتاعب التي أحدثتيا لممسممين المجاورين ليا)1(.

ووفق ًا لما جاء في كتاب "أخبار سالجقة الروم" كان السبب في تفكير سمطان سالجقة الروم ركن الدين سميمان شاه الثاني في غزو مممكة الكرج ىو: " أن تامار ممكة الكرج- وكان ليا عمى مممكة األبخاز ودار الممك تفميس ما لبمقيس من حكم ونفاذ أمر ونيي- كانت قد سمعت أن لمسمطان قمج أرسالن )الثاني( )-551 588ه/ 1156- 1192م(، اثنى عشر ولًد ا..."، وكانت قد بعثت لسمطنة سالجقة الروم رساًم ا، فرسم صورة لكل أمير من األمراء، فأعجبت الممكة تمار بركن الدين سميمان شاه؛ وأرسمت مبعوث ًا تطمب الزواج منو؛ وعرض السمطان قمج أرسالن الثاني األمر عمى ابنو ركن الدين سميمان شاه، فأبدى األخير رفضو بشدة، وأعرب لوالده عن )2( رغبتو في فتح بالدىا؛ فَ ُسر السمطان قمج أرسالن الثاني لحماس ابنو، وأ ُعجب برّد ه .

Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p.297. )1( )2( مؤرخ مجيول: أخبار سالجقة الروم "مختصر سمجوقنامو"، ترجمة محمد السعيد جمال الدين، المركز القومي لمترجمة، القاىرة، ط1، 2557، ص 24. كانت سمطنة سالجقة الروم تمر بفترة ضعف في أواخر عيد قمج أرسالن الثاني، حيث قام بتقسيم دولتو بين أبنائو لما تقدم في العمر، وبعد وفاتو تولى ابنو غياث الدين كيخسرو األول الحكم لممرة األولى في عام 588ه/1192م، ثم نجح أخوه ركن الدين في دخول قونية عام 596ه/1255م؛= العدد الثالث والخمسون 023 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

ويبدو أن أثر تمك الواقعة القديمة كان ال يزال في ذىن ركن الدين سميمان شاه الثاني، فمما تولى حكم سمطنة سالجقة الروم أعد العدة لقتال الكرج بأن أرسل مبعوثيو إلى إخوتو وحكام األطراف ليتجيزوا لممعركة، فكان مغيث الدين طغرل شاه ممك آبمستان أول من انضم إليو، كما أوفد ركن الدين سميمان شاه الثاني إلى الممك

فخر الدين بي ارم شاه في أرزنجان، وكان صي ًار لمسمطان وأحد أحفاد منكوجك غازي)1(، فحشد جنوده وسار إلى خدمة السمطان، لكن تباطأ "عالء الدين سمتقى" صاحب أرزن الروم، في تنفيذ أمر السمطان وحشد القوات، لذلك أمر السمطان بعزلو، )2( وتعيين مغيث الدين طغرل شاه حاكًم ا عمى أرزن الروم بدًال منو .

=فغادرىا غياث الدين، وتنقل في البالد حتى استقر في القسطنطينية؛ ولذلك لم يكن بوسع سالجقة الروم القيام بأعمال عسكرية ضد مممكة الكرج في أوائل عيد الممكة تمار. لمتفاصيل عن ظروف سمطنة سالجقة الروم المضطربة في تمك المرحمة راجع: ابن األثير: الكامل، جـ15، ص 219- ؛225 مؤرخ مجيول: أخبار سالجقة الروم، ص 25-2. ووفق ًا لزامبارو تولى ركن الدين سميمان شاه الثاني الحكم في عام 592ه/ 1196م، انظر: زامبارو: معجم األنساب واألسراتالحاكمة في التاريخ اإلسالمي، جزءان، ترجمة زكي محمد حسن وآ خرين، دار الكتب والوثائق القومية، 2558، جـ2، ص 215. )1( منكوجك غازي: واله السمطان ألب أرسالن إمارة أرزنجان عام 464ىـ، فأسس بيا أسرة حاكمة اشتيرت باسم بني منكوجك، أما حفيده فخر الدين بيرام شاه فتولى إمارة أرزنجان عام 555ىـ، انظر: مؤرخ مجيول، أخبار سالجقة الروم، ص 25، حاشية )1(. )2( مؤرخ مجيول: أخبار سالجقة الروم، ص -25 26. وكانت تمك ىي نياية حكم أسرة بني سمُد ق )سمتوق( في أرزن الروم، التي أسسيا جدىم األعمى عمى بن أبي القاسم المعروف بسمدق حوالي عام 496ه. راجع: مؤرخ مجيول، أخبار سالجقة الروم، ص 26، حاشية )2(. وذكر ابن األثير أن ركن الدين سميمان قبض عمى عالء الدين سمدق أواخر عام 597ه/ 1251م، بينما جاء في معجم األنساب أن األخير تم عزلو في عام 598ه/ 1252م. راجع:= العدد الثالث والخمسون 024 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

كيفما كان األمر، بعدما تسممت الممكة تمار رسالة ركن الدين سميمان شاه الثاني احتفظت برباط جأشيا، وكان ردىا: "أنا، التي أثق في قوة الرب القدير... تمقيت رسالتك، يا نوكاردين، التي يغضب ليا الرب، وبعممي بأكاذيبك، أطمب من

الرب أن يكون حكًم ا بيننا. إنك تثق في الذىب وسائقي الحمير، أما أنا فال أثق بثرواتي أو قوة جيشي، ولكن بقوة القدير والصميب المقدس، الذي تسيء إليو. سأرسل جيشي بأكممو لمقائك؛ ولندع مشيئة الرب، وليس مشيئتك، تسري عم َّي، حقو، وليس حقك!" )1(.

وانفرد المؤرخ المجيول في حولية "تاريخ ومديح المموك" عن المصادر المعاصرة المتاحة بذكر أن رسول سمطان سالجقة الروم، عندما جاء في حضرة الممكة تمار، وأعطاىا الرسالة، قال بغطرسة شديدة لمموج ودين: " إذا تخمت ممكتكم عن دينيا، فسوف يتخذىا السمطان زوجة لو، وان لم تفعل، فستصبح محظية السمطان!" وىو ما جعل أمير سباسالر)amir spasalar )2 زكريا مخارجردزيمي

=الكامل، جـ 15، ص 275؛ انظر أي ًض ا زامبارو: معجم األنساب، جـ2، ص 219. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.268. )1( )2( أمير سباسالر: من الكممة أمير amir- بمعنى رئيس، أو حاكم، وسباسالر- بمعنى قائد، وبذلك يكون معنى أمير سباسالر " القائد األعمى لمجيش chief commander "، انظر: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.279, note 50. وجاء في حولية "جورجي الشا" وبعض النقوش األرمنية أن زكريا مخارجردزيمي جمع قبل وفاتو بين منصبي أمير سباسالر ومانداتورت أوخوتسيسي mandat'urtukutsesi (وزير الشئون الداخمية(. انظر: Anonymous, "The Chronicle of Giorgi Lasha and His Time", in A History of Georgia, Artanuji Publishing, Tbilisi, 2014, p.203; Cf. also, Brosset, M., Additions et eclaircissements a L'Histoire de la Georgie, st. Petersburg, 1851, p.275. العدد الثالث والخمسون 025 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

Zachariah Mkhargrdzeli يتقدم نحوه، ويضربو في وجيو ضربة قوية ج دا أسقطتو أر ًض ا، مغشي ا عميو. وعندما استعاد وعيو، أخبره زكريا مخارجردزيمي أنو لو لم يكن رسوًال ، لقطع لسانو، ثم رأسو لوقاحتو، وطمب منو أن يسمم رسالة الممكة تمار إلى السمطان ركن الدين سميمان شاه الثاني ويخبره أنيم عمى استعداد لمقائو والقتال معو، )1( ومع ذلك وفق ًا لمتقاليد حَّمموه ببعض اليدايا وسمحوا لو بالعودة . ثم بدأت الممكة تمار في إعداد العدة لمتصدي لغزو سالجقة الروم بأن استدعت القوات من كل مكان في مممكة الكرج من نيقوبسيا إلى الدربند)2(، وقد تم حشدىا في جفاخيتي Javakheti )3(. وجاءت الممكة تمار إلى كنيسة السيدة العذراء

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.268. )1( وبحسب ما جاء في حولية "حياة تمار"، تصرفت الممكة تمار بذكاء، فمم تسمح لمبعوثي سمطان سالجقة الروم ركن الدين سميمان شاه الثاني بالعودة إال عندما اقتربت القوات الكرجية من مدينة قرص؛ وذلك حتى ال يجد سالجقة الروم الوقت الكافي لالستعداد النيائي لممعركة، وأرسمت رسوليا معيم، بردىا التالي: "... بينما تكتب لي مثل ىذه األشياء أنا أرسل إليك جي ًش ا من محبي المسيح، ال ليطمب الرحمة بتذلل، لكن ليسحق غطرستك ووقاحتك، وليمقنك درًس ا، بعون الرب، أال ت ُسيء السمو. وبمعرفة فساد وخيانة خدمك، أنا أرسل إليك رسولي، لكي يسمم إليك بأسرع ما يمكن الرد عمى رسالتك، ويحذرك في الوقت الذي يكون فيو الجنود الذين أرسمتيم منتظرين عند بواباتك بالفعل". راجع: Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 298. )2( أي، من غرب جورجيا إلى شرقيا. انظر: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.285, note 300. )3( جفاخيتي: مقاطعة في جنوب غرب جورجيا، انظر: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.285, note 289. العدد الثالث والخمسون 026 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

في فاردزيا)Vardzia )1، حيث وقفت تصمي أمام أيقونة السيدة العذراء، وعيدت إلييا بزوجيا الممك داود سوسالن )David Soslan )2 وجيشو، وأرسمت لو من فاردزيا بالراية التي كانت تجمب لو الحظ السعيد)3(.

وانطمقت طميعة قوات مممكة الكرج بقيادة األمير سباسالر زكريا مخارجردزيمي واثنين من أشير محاربي مممكة الكرج ىما األخوان شالفا Shalva وايفاني أوف أخالتسيخي Ivane of Akhaltsikhe، وتشيابير Ch’iaber وزير الشئون

)1( فاردزيا: كيوف مشيورة ُب ني فييا مجمع ديري كبير منحوت في الصخر، يشمل كنيسة، يقع في سطح جرف منحدر في الضفة الشمالية لنير متكفاري Mt’k’vari في ممر تموجفي Tmogvi في جفاخيتي. راجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.284, note 286; Cf. also, Eastmond, Antony, Royal Imagery in Medieval Georgia, Pennsylvania State Press, 1998, p. 99.

)2( داود سوسالن: ىو زوج تمار الثاني، وكان أميً ار من أسرة الباجراطيونيين األوسيتيين Ossetian Bagrat'ids، الذين في مقابمة الباجراطيونيين الجورجيين Georgian Bagrat'ids )الدواديد Davidids( كانوا يمقبون باإلفريميد Ephremids، أي سميمي إفرايم التوراتي biblical Ephraim. ولم تحدد الحوليات الكرجية المتاحة توقيت زواج تمار منو، بينما ذكرت غالبية المراجع الحديثة أن ذلك كان في عام 1189م. راجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, pp. 247- 248, 282, note 201; Cf. also, Manvelichvili, Histoire de Georgie, p. 185; Toumanoff, Armenia and Georgia, p. 623; Eastmond, Royal Imagery in Medieval Georgia, p.127; Suny, The Making of the Georgian Nation, p. 39. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 268; Basil )3( Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, pp. 297- 298. العدد الثالث والخمسون 027 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

الداخمية)1(، وتقدموا إلى باسياني. ثم جاءت الممكة تمار إلى أودزرخي)Odzrkhe )2، وظمت تصمي، وتنشد المزامير، لم و تتوقف عن أداء االبتياالت ليل نيار، وأمرت األديرة واألروقة أن تفعل الشيء نفسو، وتصمي لمرب )3(.

وبالنسبة ألحداث معركة باسياني، ذكر المؤرخ المجيول لحولية " تاريخ ومديح المموك" أن الممك داود سوسالن أراد الذىاب إلى الموضع الذي أقام فيو سمطان سالجقة الروم معسكره، وىو مكان ُيدعى باسياني، ومعروف أي ًض ا باسم بولوستيك Bolost'ik'e. وعند اقترابو من مخيم السمطان، رأى أعداًد ا ال تحصى من الخيول، والبغال والجمال، والخيام، وأماكن إقامة السمطان المفروشة بالسجاد؛ وألن قوات سالجقة الروم كانوا يفوقون الكرج عدًد ا، فكان السمطان ىادًئ ا ومطمئًن ا. واقترب منو الممك داود سوسالن والقوات الكرجية، وتم تشكيل القوات بقيادة زكريا )4( مخارجردزيمي، وشالفا وايفاني أوف أخالتسيخي، ثم تقدموا بيدوء . وقد اتفقت حولية "حياة تمار" مع حولية "تاريخ ومديح المموك" في أنو عندما وصمت القوات الكرجية إلى باسياني، واقتربت من معسكر ركن الدين سميمان شاه

)1( ورد في الحولية المصطمح الكرجي "مانداتورت أوخوتسيسي": وىو ترجمة لممصطمح البيزنطي "بروتومانداتور Protomandator "، وكان رئيس االحتفاالت أو قيم المراسم، ويوازي وزير الشئون الداخمية. انظر: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.279, note 49; Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p.307, note 28. )2( أودزرخي: أباستوماني Abastumani المعاصرة في جنوب جورجيا. راجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 285, note 290. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, pp. 268- 269; )3( Cf. also, Manvelichvili, Histoire de Georgie, p. 189. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 269. )4( العدد الثالث والخمسون 002 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

الثاني، الحظت أن قوات سالجقة الروم كانت تعسكر بأريحية، حتى إن السمطان لم يكن لديو حرس لنفسو. لكن أحد رجالو كان يتجسس عمى الجيش الذي اليحصى من الكرج، ولما عمم السمطان بوصول الجيش الكرجي استسمم ليأسو، وكان الكل في جيشو خائفين؛ وأسرعوا بمغادرة الخيام واندفعوا إلى تحصيناتيم في حالة من الرعب، وقاموا بجمع حيواناتيم، ثم حمموا أسمحتيم، وامتطوا خيوليم تاركين وراءىم ممتمكاتيم، وتشكموا في صفوف)1(.

واقتربت طميعة الجيشين الكرجي والسمجوقي من بعضيما، وبدأ القتال، وكانت معركة حامية، استمرت لفترة طويمة؛ سقط خالليا رجال من الجانبين، ولكن الغالبية كانت من جيش سمطان سالجقة الروم، وقتمت الخيول التي كان يمتطييا قادة الجيش )2( الكرجي مثل إيفاني مخارجردزيمي وزير البالط ، وشالفا وايفاني أوف أخالتسيخي، وغيرىم، وكان ىناك خطر من أن الكرج قد يستسممون أو يفرون، لكن قادة الكرج الشجعان تحمموا وواصموا القتال عمى األقدام. وعندما رأى الجنود سادتيم يقاتمون عمى األقدام قاموا بعم ٍل متيور، حيث نزلوا من فوق خيوليم، ووقفوا جنًب ا إلى جن ٍب مع )3( سادتيم، ليحاربوا جمي ًع ا عمى األقدام .

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 269; Basil )1( Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, pp. 298- 299. )2( جاء في النص "مساخورت أوخوتسيسي msakhurtukhutsesi": بمعنى رئيس موظفي البالط، أو وزير البالط. انظر: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.281, note 129. وكان إيفاني أخا أمير سباسالر زكريا مخارجردزيمي، وتولى بعد وفاة أخيو زكريا منصب أتابك ٍ المممكة، بناء عمى طمبو، ولم ُي منح ألحد قبمو في تاريخ الكرج. ارجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, pp. 242, 275- 276. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 269. )3( العدد الثالث والخمسون 000 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

وعندما وجد الممك داود سوسالن أن المعركة قد اشتدت، انتقل إلى اليسار خشية من دىس الكرج الذين يقاتمون عمى األقدام، بينما انتقل أمير سباسالر زكريا مخارجردزيمي إلى اليمين، ومن حسن حظ الكرج أن الممك داود سوسالن جاء مع رجالو في الوقت المناسب، وانقض الجيش الكرجي عمى جيش سالجقة الروم، داود سوسالن من جية وزكريا مخارجردزيمي من الجية األخرى، وعصفوا بجيش السمطان الضخم، وتمكنت القوات الكرجية من القضاء عمى عدٍد كبير من جنود سالجقة الروم، والتغمب عمييم، وتشتيتيم؛ فامتؤل الميدان بجثثيم، وفي كل مكان عمى مرمى البصر كانت ىناك جموع من جنود السمطان الفارين، ثم امتطى الكرج البواسل، الذين ظموا عمى األقدام، الخيول، والحقوا فمول سالجقة الروم حتى المساء، وقضوا عمى بعضيم، بينما أوقع وا آخرين في األسر، ومن كثرة أعداد األسرى تكدس بعضيم فوق بعض، )1( ودىس الواحد منيم اآلخر ، "رج ٌل واحد قيد عشرين بحب ٍل واحد، اربط ًا إياىم الواحد باآلخر من شعورىم، الشباب صغير السن كانوا يغم ّون أفضل المحاربين مثل األطفال، وبحث الجنود الكرج في كل األماكن، قاتمين الياربين وحاشدين اآلخرين مثل الدجاج، وحرروا عدًد ا ال يحصى من األسرى، ألنو كان ىناك لكل مائة مسمم بالكاد مسيحي واحد في مقدوره أن يأخذىم أسرى")2(.

وورد في "أخبار سالجقة الروم" أن ركن الدين سميمان شاه الثاني سار عمى أرس جيشو الضخم متوغالً في أ ارضي الكرج، فخرجت القوات الكرجية لمواجيتو بأعداٍد غفيرة، وجرت بين الفريقين مصادمات عديدة، وكاد النصر أن يتحقق لسالجقة الروم، لوال أن وقعت حادثة أدت إلى تحول زمام األمور إلى أيدي الكرج حيث "ساخت

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.269; Cf. also, )1( Manvelichvili, Histoire de Georgie, p. 189. Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 299. )2( العدد الثالث والخمسون 000 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

قدم الحصان الذي يحمل المظمة )السمطانية( في جحر يربوع فسقطت المظمة عمى األرض، فمما وقعت أبصار الحشم والمقاتمين في المعركة عمييا ظنوا أن العدو ربما اقتحم القمب وحمت بالسمطان نكبة"؛ فألقوا بأسمحتيم، وتبدل كرىم بالفر، وأعمل الكرج فييم القتل واألسر، وكان من جممة األسرى أمير أرزنجان الممك فخر الدين بيرام شاه، وسار السمطان ركن الدين سميمان شاه الثاني مع الممك مغيث الدين وكبار رجال الجيش إلى أرزن الروم، ثم توجو إلى قونية حيث أخذ يستعد إلعادة اليجوم عمى

مممكة الكرج، لكنو ما لبث أن توفي عمى إثر مرض أَل َّم بو في عام 651 ىـ/ 1254- 1255م)1(.

)1( مؤرخ مجيول: أخبار سالجقة الروم، ص -26 27. وتجدر اإلشارة إلى أن المصادر المتاحة اختمفت في تاريخ وفاة السمطان ركن الدين سميمان شاه الثاني، ويوجد تضارب عند ابن األثير فيما يتعمق بتاريخ وفاتو: فقد أورد في أحد المواضع أنو استولى عمى جميع أمالك إخوتو عدا أنقرة لمناعتيا، ولم يتمكن من الحصول عمييا إال بعد حصار دام ثالث سنوات، وذلك في عام 651 ه/ 1254 - 1255م، وأمر بقتل أخيو إذا غادرىا، "وتوفي ركن الدين في تمك األيام...، وانما أوردنا ىذه الحادثة ىينا لنتبع بعضيا بع ًض ا، وألني لم أعمم تواريخ كل حادثة منيا ألثبتو فيو". راجع: الكامل، جـ 15، ص -225 .221 وفي موضع آخر ذكر ابن األثير أنو في السادس من ذي القعدة سنة 655ه/ يوليو 1254م توفي ركن الدين سميمان شاه الثاني بعد إصابتو بمرض"القولنج" بسبعة أيام، وقد داىمو بعد أن أمر بقتل أخيو صاحب أنقرة بخمسة أيام، وتولى بعده ابنو القاصر قمج أرسالن الثالث. انظر: الكامل، جـ 15، ص 292؛ ابن العبري: تاريخ مختصر الدول، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1958، ص 228؛ أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، تحقيق محمد زينيم عزب، 4ج، دار المعارف، القاىرة، 1999، جـ 3، ص131؛ ابن الوردي: تتمة المختصر في أخبار البشر، 2ج، تحقيق أحمد البدراوي، دار المعرفة، بيروت، 1975، جـ2، ص 182. = العدد الثالث والخمسون 001 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

و أشارت المصادر الكرجية المعاصرة إلى استيالء القوات الكرجية عمى األسالب الضخمة والنفيسة التي تركيا سالجقة الروم خمفيم، والتي تضمنت كميات كبيرة من الذىب، والفضة، واألواني الثمينة، واألطباق المزينة باألحجار الكريمة والآللئ، وأعداًد ا ال حصر ليا من قطعان الخيول والجمال، كما كان مخيم سالجقة الروم مميًئ ا بالسجاد والمالبس الجميمة واألقمشة الغالية المودعة في حزم، ألنيم فروا في حالة من الفوضى الشديدة فمم ينتبيوا إلى الثروات الموجودة في الخيام)1(، وأخذ كل جندي من قوات تمار حصاًن ا واحًد ا فقط معو، وأطمق سراح الحصان االحتياطي، وخيم الكرج المنتصرون في خيام سالجقة الروم، وىم يمجدون الرب، وكانوا مذىولين من كم الخوذات الممقاة حوليم مثل الحجارة المرصوفة، وكان ىناك العديد من الينابيع في ذلك المكان، فقاموا بانتزاع بطانة الخوذات، ومؤلوىا بالماء والسكر وشربوا)2(.

=كما أورد ابن األثير أنو في رجب 651ه/ فبراير- مارس 1255م استولى غياث الدين كيخسرو األول عمى قونية من ابن أخيو قمج أرسالن الثالث، بعد أن عاد من منفاه بالقسطنطينية لدى عممو بوفاة أخيو. راجع: الكامل، جـ 15، ص 295؛ ابن العبري: تاريخ مختصر الدول، ص 228؛ أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، جـ3، ص 132؛ ابن الوردي: تتمة المختصر، جـ2، ص 183. ووفق ًا لزامبارو تولى غياث الدين كيخسرو األول، حكم سمطنة سالجقة الروم لممرة الثانية في ربيع األول 651ه/ أكتوبر- نوفمبر 1254م، حتى وفاتو عام 657ه/ 1215م، ليخمفو ابنو عز الدين كيكاوس األول ) 657- 616ه/ 1215- 1219م(. انظر: زامبارو: معجم األنساب، جـ 2، ص 215. وبذلك تكون وفاة ركن الدين سميمان شاه الثاني وقعت إما أواخر عام 655ه واما أوائل عام 651ه، وكال التاريخين يوافق العام الميالدي نفسو، وىو 1254م. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.270; Basil )1( Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 299 Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p. 270. )2( العدد الثالث والخمسون 002 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

وبذلك برع المؤرخ المجيول لحولية "تاريخ ومديح المموك" في وصف أحداث معركة باسياني، حيث نقل صورة حية تفصيمية لساحة القتال.

وبعد تحقيق االنتصار، عاد الجيش الكرجي إلى فاردزيا في سعادة، كما )1( جاءت الممكة تمار، وتوجيوا جمي ًع ا بالشكر لمرب ، وابتيا ًج ا بالنصر، زين سكان العاصمة تفميس المدينة ودخل ك ٌل من الممكة تمار والممك داود سوسالن إلى العاصمة، وغمّوا ارية ركن الدين سميمان شاه الثاني، واحتجزت الممكة تمار صاحب )2( أرزنجان أسي ًار . "وامتؤلت المخازن الممكية بالذىب واألواني الذىبية، ألن الناس أمطروا الممكة بالذىب كما لو كان مجرد تراب وتكدست الثياب النادرة بال حصر كما لو كانت نفاية. األواني الفضية لم يعد ليا قيمة بعد ذلك في القصر الممكي، ألن كل شيء كان يوضع عمى مائدة كان من الذىب والقطع الزجاجية، المزينة باألحجار )3( ٍ اليندية" . ثم بدأت الممكة تمار في خدمة الرب بمزيد من الحماسة، ووىبت جزًء ا من تمك الكنوز لمكنائس، ومنحت جزًء ا آخر منيا ألداء طقوس القربان المقدسة، وقامت

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.270. )1( Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p.299. )2( وأوردت "حولية جورجي الشا" أخبار معركة باسياني بإيجاٍز شديد، وأكدت استيالء الكرج عمى كميات كبيرة من األسالب، واألسرى كان من بينيم حاكم أرزنجان، لكن يبدو أن بيا خطأ من ناسخ الحولية أو مترجميا فيما يتعمق بتاريخ المعركة، حيث جاء فييا أن المعركة كانت في عام 435 وفق تقويم الكورونيكون/ 1215م، رغم أن الحولية ذاتيا ذكرت وفاة تمار بعد ذلك في عام 427 وفق تقويم الكورونيكون/ 1257م؛ لذلك يكون األقرب لمظن أن تاريخ معركة

باسياني المقصود أسا ًس ا في تمك الحولية كان 425 وفق تقويم الكورنيكون/ 1255م. راجع: Anonymous, The Chronicle of Giorgi Lasha and His Time, pp. 203-204. Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p.299. )3( العدد الثالث والخمسون 003 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

ببناء الكنائس واألديرة وزينتيا، كما مؤلت كفوف كل شخص طمب اإلحسان، وأعطت كل المحتاجين بسخاء، واىتمت باألرامل واأليتام، وتمتعت في مممكتيا )1(.

وبذلك أبرزت المصادر الكرجية المعاصرة أثر انتصار الكرج في معركة باسياني في تحسن األحوال االقتصادية لمممكة الكرج في عيد الممكة تمار، حيث انتعشت خزائن الدولة من األسالب الميولة التي جنتيا من تمك الحرب؛ مما مكن الممكة تمار من االىتمام بالمؤسسات الدينية من خالل بناء الكنائس واغداق المنح عمييا، وكذلك اإلحسان لمفقراء، وىو ما أدى إلى ارتفاع مستوى معيشة المواطنين الكرج في عيدىا.

وجدير بالذكر، لم يرد تحديد تاريخ معركة باسياني في حولية "تاريخ ومديح المموك"، وىناك اختالف كبير حول تحديد تاريخيا بين المؤرخين المحدثين)2(، ومن خالل دراستنا لممصادر المعاصرة المتاحة اتضح أن ركن الدين سميمان شاه الثاني قام بالقبض عمى عالء الدين آخر حكام أسرة سمُد ق في أرزن الروم خالل فترة استعداد سالجقة الروم لمحرب ضد الكرج في عام 1251/1252م، كما أن غالبية المصادر اإلسالمية والسريانية حددت وفاة ركن الدين سميمان شاه الثاني بأواخر عام 655 أو بدايات عام 651ه/ 1254م، وذكرت أن وفاتو أعقبت معركة باسياني بفترة قصيرة، وبذلك يمكننا أن نرجح أن معركة باسياني وقعت في الفترة من 1252- 1254م.

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.270; Basil )1( Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 299. )2( ىناك أعمال عديدة تم تكريسيا لتحديد تاريخ معركة باسياني معظميا بالمغة الكرجية، حيث حددىا بعض المؤرخين بعام 1252م، وىناك من ذكر أنيا وقعت عام 1253م، وآخرون في عام 1255م أو 1256م. راجع: Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p.310, note 64. العدد الثالث والخمسون 004 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

في حين أشار المؤرخ الرىاوي المجيول إلى معركة باسياني باختصار في أحداث عام 1252م/ 598ه، فأورد أن سمطان سالجقة الروم ركن الدين سميمان شاه

الثاني بعدما سيطر عمي أرزن الروم والمناطق المجاورة ليا، ُمني بالي زيمة عمى أيدي الكرج، حيث كان معسك ًار بأرمينية عمى رأس قواتو، "فجاء اإليبيريون، وأنزلوا بو ضربة قاصمة"، واستولوا عمى أسال ٍب ىائمة، وقُتل من جيشو حوالي عشرين ألف ًا، بينما وقع كثيرون في األسر، ومن بينيم أخوه نفسو)1(.

وىكذا اتضح أن "حولية تاريخ ومديح المموك" أفاضت في ذكر تفاصيل معركة باسياني، وأن المصادر المتاحة اختمفت حول أسباب معركة باسياني، وكذلك في تعميل ىزيمة جيش سالجقة الروم، حيث أشارت المصادر الكرجية إلي أن استغالل الكرج لعنصر المفاجأة في مباغتة معسكر السمطان كان لو أثر بالغ في ارتباك وذعر قوات سالجقة الروم، بينما ورد في "أخبار سالجقة الروم" في محاولة لتبرير اليزيمة الفادحة وغير المتوقعة لسالجقة الروم أنو تصادف أن تعثر فرس ركن الدين سميمان شاه الثاني فسقط من فوقو أثناء القتال، فظنت قواتو أنو أصيب بسوء مما أدى إلى تراجعيا بعدما كانت بداية المعركة في صالحيا، واتفقت المصادر المعاصرة عمى أن سمطان سالجقة الروم ىو من بادر بالزحف ضد مممكة الكرج في عيد الممكة تمار، وكذلك عمى أعداد قوات سالجقة الروم الغفيرة التي اندرج تحت لوائيا تحالف األمراء السالجقة بقيادة السمطان شخصي ا، وشدة ضراوة المعركة، واالنتصار الكبير الذي أحرزتو قوات الممكة تمار عمى جيش سالجقة الروم رغم تفوق

)1( مؤرخ مجيول: تاريخ الرىاوي المجيول، جـ2، نقمو من السريانية إلى العربية األب ألبير أبونا، بغداد، 1986، ص -241 242. وأخطأ المؤرخ الرىاوي المجيول بشأن وقوع أخي ركن الدين سميمان شاه الثاني في األسر، والصواب ىو أن الكرج أسروا صيره فخر الدين بيرام شاه حاكم أرزنجان. العدد الثالث والخمسون 005 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

خصوميم العددي، باإلضافة إلى نجاح الكرج في االستيالء عمى متعمقات سالجقة الروم الفخمة وعدد كبير من األسر ،ى األمر الذي أثرى الخزائن الكرجية الممكية.

ثم أطمعتنا بعض المصادر العربية والسريانية عمى نمط آخر من العالقات السياسية بين الكرج وسالجقة الروم في عيد الممكة تمار، وىو قيام سالجقة الروم بتقديم الدعم العسكري لخصوم تمار، حيث ذكر ابن األثير أنو في عام 651ه/ 1254- 1255م أغار الكرج عمى خالط)1(، وتوغموا حتى مالذكرد، دون أي رد فعل

)1( خالط: مدينة مشيورة بأرمينية، بينيا وبين مالذكرد سبعة فراسخ. انظر: أبو الفداء: تقويم البمدان، ص 394- 395؛ القمقشندي: صبح األعشى في صناعة اإلنشا، 16 جزء، الييئة العامة لقصور الثقافة، القاىرة، 2555، جـ 4، ص 355. واستغل الكرج أحوال خالط السياسية غير المستقرة في تمك المرحمة؛ فأمطروىا بغاراتيم، حيث كانت دولة شاىات األرمن تمفظ أنفاسيا األخيرة، فقد كان حاكميا ابن بكتمر )594- 653ه/ 1198- 1256م( ال ي ازل صبي ا، وقام في عام 653ه/1256- 1257م بالقبض عمى أتابكو األمير شجاع الدين قتمغ أحد مماليك شاه أرمن، وانشغل بالميو وشرب الخمر، فكاتب جماعة من أىالي خالط وجنودىا ناصر الدين أرتق بن إيمغازي صاحب ماردين يطمبون منو القدوم إلى خالط، ألن أباه قطب الدين إيمغازي كان ابن أخت شاه أرمن بن سكمان، لكن نجح أحد مماليك شاه أرمن ويدعى بمبان في االستيالء عمى خالط بعد حصارىا مرتين، وسجن ابن بكتمر في إحدى القالع. وبعد ذلك سار الممك األوحد نجم الدين أيوب بن العادل صاحب ميافارقين إلى خالط، لكنو ىزم من بمبان؛ فعاد إلى ميافارقين. ثم في عام 654ه/ -1257 1258م سار الممك األوحد إلى خالط مرة أخرى؛ فخرج إليو بمبان، لكنو ىزم، فعاد إلى خالط، واستنجد بمغيث الدين طغرل شاه، فجاءه عمى رأس عساكره، وتمكنا من ىزيمة الممك األوحد،

لكن غدر مغيث الدين ببمبان وقتمو طم ًعا في بالده، ثم سار إلى خالط، فمنعو أىميا من دخوليا، واستدعوا الممك األوحد، وممكوه خالط، وكره الحكام المجاورون ذلك لخوفيم من أبيو الممك العادل، ومن ضمنيم الكرج الذين واصموا الغارات عمى أعمال خالط، وباستيالء األيوبيين عمى خالط انقرضت دولة شاىات األرمن بيا. لمتفاصيل راجع: = العدد الثالث والخمسون 006 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

من الجانب اإلسالمي، ثم عادوا من حيث أتوا. ثم في العام نفسو أغار الكرج مجدًد ا عمى أعمال خالط، ووصموا إلى أرجيش)1( وخربوا نواحييا، ثم ساروا إلى حصن التين من أعمال خالط، وىو حصن مجاور ألرزن الروم، فحشد صاحب خالط قواتو، واستنجد بطغرل شاه بن قمج أرسالن الثاني حاكم أرزن الروم، فبعث األخير جميع عساكره إليو، وتوجيت القوات اإلسالمية المشتركة لقتال الكرج، فيزموىم، "وقتل زكري الصغير، وىو من أكابر مقدمييم، وىو الذي كان مقدم ىذا العسكر من الكرج، والمقاتل بيم"، وغنم المسممون ما كان مع الكرج من أموال وسالح وغيره، وأعمموا فييم القتل واألسر)2(. والقائد زكريا المذكور ىو قائد آخر غير زكريا مخارجردزيمي أمير

=ابن األثير: الكامل، جـ 15، ص 297 وما بعدىا؛ مؤرخ مجيول: تاريخ الرىاوي المجيول، جـ 2، ص 246- 248؛ أبوشامة: تراجم رجال القرنين السادس والسابع ) الذيل عمى الروضتين (، دار الكتب العممية، بيروت، ط1، 2552، ص 91- 92؛ ابن العبري: تاريخ مختصر الدول، ص 228- 229؛ ابن واصل: مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، 6ج، جـ3، تحقيق جمال الدين الشيال، دار القمم، القاىرة، 1965، ص 175- 178؛ انظر أي ًض ا خميل أدىم: تاريخ الدول اإلسالمية ومعجم األسر الحاكمة، نقمو عن التركية بزيادات أحمد السعيد سميمان، جزءان، دار المعارف، القاىرة، 1972، جـ2، ص -356 357. )1( أرجيش: مدينة بأرمينية الكبرى، بالقرب من خالط من ناحية الشرق، وتطل عمى بحيرة وان/ أرجيش. انظر: ياقوت الحموي: معجم البمدان، جـ 1، ص 144؛ أبو الفداء: تقويم البمدان، ص 394- 395؛ انظر أي ًض ا جي لسترنج: بمدان الخالفة الشرقية، نقمو إلى العربية بشير فرنسيس وكوركيس عواد، مؤسسة الرسالة، )د.ت(، ص 217. )2( الكامل، جـ 15، ص 297- 298؛ ابن العبري: تاريخ مختصر الدول، ص 228؛ انظر أي ًض ا أديب السيد: أرمينية في التاريخ العربي، المطبعة الحديثة، حمب، ط1، 1972، ص225؛ عفاف سيد صبرة: " الكرج والقوى اإلسالمية زمن الحروب الصميبية "، بحث منشور في كتاب دراسات في تاريخ الحروب الصميبية، دار الكتاب الجامعي، القاىرة، 1985، ص 471. العدد الثالث والخمسون 007 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

سباسالر مممكة الكرج، ألن وفاة األخير وفق ًا لغالبية المصادر األرمينية المتاحة كانت حوالي عام 661 وفق التقويم األرمني/1212م/ 659ه )1(.

إذن اتبع سالجقة الروم أسموًب ا آخر في التصدي لمساعي الممكة تمار إلنياء ة السيطر اإلسالمية عمى أراضي أرمينية الكبرى، تجسد في تعاونيم العسكري مع خالط ضد الكرج، وىو ما تكمل بالنجاح حيث تمكنت القوات اإلسالمية المتحالفة من إحباط الغارة الكرجية عمى خالط، وبذلك تظير نتيجة أخرى لمعركة باسياني أنيا شجعت مممكة الكرج عمي مواصمة استعادة أراضي أرمينية الكبرى من أيدي الحكام السالجقة المسممين؛ لتأمين ومد حدودىا الجنوبية.

وفي ذلك اإلطار سعي الكرج لمسيطرة عمي مدينة كاري/ قرص)K’ari )2، و روى المؤرخ المجيول لحولية "تاريخ ومديح المموك" أحداث استيالء الكرج عمى قرص

Kirakos, History of the Armenians, pp. 148- 149; Vardan, The )1( Historical compilation, p. 212; Step'annnos Orbelean's, History of the state of Sisakan, Tr. From Classical Armenian by Robert Bedrosian, Long Branch, New Jersey, 2012, p. 205. بينما جاء في الحولية المنسوبة لسمباد أن زكريا مخارجردزيمي توفي في عام 665وفق التقويم األرمني/ 1211م. راجع: Smbat, Smbat Sparapet's Chronicle,Tr. by Robert Bedrosian, Long Branch, New Jersey, 2005, p. 101. )2( كاري: ىي كارس أو قرص في المصادر العربية، وىي مدينة بأرمينية من نواحي تفميس، وتقع عمى نير أخورجان Akhurjan. انظر: Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p. 310, note 60; انظر أي ًض ا ياقوت: معجم البمدان، جـ 4، ص 323؛ البغدادي: مراصد االطالع عمي أسماء األمكنة والبقاع، تحقيق عمي محمد البجاوي، 3 جزء، القاىرة، 1954- 1955، جـ 3، ص = .1578 العدد الثالث والخمسون 002 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

قبل حديثو عن معركة باسياني مخالف ًا غالبية المصادر المتاحة األخرى التي أوردتو بعدىا، حيث أشار إلى أن مدينة قرص كانت في أيدي األتراك، فأرسمت الممكة تمار قواتيا لحصارىا، وعندما عمم األتراك بذلك، غادروا المدينة وفروا ىاربين، واضطرت

المدينة لالستسالم. وتُرك إيفاني أوف أخالتسيخي لح ارستيا؛ كما تم تعيينو أي ًض ا أمي ًار لؤلمراء، وىو ما أزعج األتراك بشدة، ألنو تسبب في إلحاق ضرر كبير بيم، حيث استولى عمى األراضي المجاورة وضميا إلى نطاق جورجيا، وىو ما استحق عميو الشكر والمكافأة بمنحو ممتمكات وأراضي أمير قرص)1(.

بينما جاء في حولية "حياة تمار" أنو في العام الثالث والعشرين أو الرابع

والعشرين من حكم الممكة تمار) 1256/ 1257م(، أظيرت اىتماًم ا بقرص، حيث حارب ك ٌل من سارجيس تموجفيمي Sargis Tmogveli وشالفا توريمي Shalva Toreli بصحبة قوات من الميسخي)Meskhis )2 من أجميا لمدة طويمة، لكن لم ينجحوا في االستيالء عمييا بسبب ضراوة الشتاء، فمم يتمكنوا من االقتراب من المدينة ألن المياه قد تجمدت في وقت الصقيع، لكنيم استولوا عمى كل القرى والحصون المحيطة، فبعثت الممكة تمار زوجيا الممك داود سوسالن عمى رأس الجيش، كما

=وسيطر سالجقة الروم عمى أمالك أسرة سمُد ق التي كان مركزىا أرزن الروم كما أشرنا حوالي عام 1252م، وكانت قرص تابعة ليا، ولقرص أىمية كبيرة إذ تعد مفتاح المقاطعات القوقازية )من جية الجنوب الغربي(. انظر: Allen, A History of Georgian People, p. 107; Bosworth, Clifford Edmund, The new Islamic dynasties, Edinburgh University Press, 2004, p. 215. Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.267; Cf. also, )1( Manvelichvili, Histoire de Georgie, p. 188. )2( الميسخي Meskhis، والتوريمي Torelians: من سكان جنوب غرب جورجيا. انظر: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.280, note 88. العدد الثالث والخمسون 000 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

أرسمت أمير سباسالر زكريا وأخاه إيفاني مخارجردزيمي وزير البالط لمساعدتو، معطيةً أم اًر ليما أن يأخذا قواتيما إلى ىناك، واستغرق ذلك وقت ًا طويًال ، وأقامت تمار في جفاخيتي، وانتظرت األخبار، وبدأت القوات بتحطيم الحائط الصمب الذي كان يحجز مياه المدينة، وبعد أياٍم كثيرة من الكدح، اخترقوه؛ فنفذت المياه، وكانت تمك النياية لمعظم سكان المدينة. وطمب الباقون منيم من الممك داود سوسالن أن يرتب اجتما ًع ا مع الممكة تمار؛ لكي يعقدوا اتفاق ًا معيا، ألنيم كانوا خائفين من قيام الكرج بأعمال انتقامية ضدىم بسبب السباب الذي أمطروىم بو من فوق أسوار الحصن)1(.

وبالفعل جاءت الممكة تمار، وأحضر من في الحصن مفتاح المدينة، البنيا جورجي وليا، وتوسموا ألجل إقامة السالم مع محاولة أخذ وعٍد منيا بأال تنقل حكم مدينة قرص إلى أيٍد أجنبية كما فعمت مع آني Ani ودوين Dvin)2(، بل تتممكيا )3( بنفسيا وتحتفظ بيا داخل حدود مممكتيا ، فأعطتيم الممكة تمار وعًد ا رسمي ا بذلك،

Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p.301. )1( )2( تمكنت الممكة تمار بمساعدة األخوين زكريا وايفاني مخارجردزيمي من استعادة عدة أجزاء من أرمينية من المسممين، وكان من أىميا آني من آل شداد في عام 1199م، التي منحتيا الممكة تمار إقطا ًع ا لممخارجردزيميين في تبعيتيا عام 1251م، وكذلك دوين في عام 1253م، واتخذ زكريا من آني مق ار لو، بينما جعل إيفاني مركزه في دوين. انظر: Toumanoff, Cyril, Armenia and Georgia, p. 624; انظر أي ًض ا ألكساندر خاتشاتريان: ديوان النقوش العربية في أرمينية، ص 38. )3( اُستخدم شكالن من اإلد ارج داخل دولة جورجيا لحكم المناطق غير الجورجية، وىما: ضم أو إلحاق مباشر Direct annexation ) تضمين داخل أراضي التاج (، وتبعية إقطاعية Feudal- vassal dependence، وتم التعبير عن الضم المباشر: بالكممات " تضمين داخل حدود المممكة "، والتبعية اإلقطاعية بواسطة الكممة " منح giving". راجع: Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, pp. 311- 312, note 85. العدد الثالث والخمسون 000 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

وأمرت ابنيا جورجي أن يدخل مدينة قرص، وأشرفت الممكة تمار بنفسيا عمى تحصين ىذه المدينة والحصن من بين كل المدن التي تم االستيالء عمييا)1(. وأشارت المصادر األرمينية بدورىا إلى نجاح األخوين مخارجردزيمي في االستيالء عمى مدينة قرص، وحدد المؤرخ فاردان تاريخ ذلك بعام 655 وفق التقويم األرمني/ 1256م)2(.

وتحدث ابن األثير عن استيالء الكرج عمى حصن مدينة قرص في عام 653ه/ 1256- 1257م، بعد حصار استمر فترة طويمة، ضيقوا خاللو عمى أىمو، وأخذوا دخمو لعدة سنوات، وطمب أىمو النجدة من خالط، ولما لم يجد والي قرص من يعينو؛ "صالح الكرج عمى تسميم القمعة عمى ما ٍل كثير واقطاع يأخذه منيم"، وبموضوعية ابن األثير المحببة المعتادة واجو الحقيقة بشجاعة فعمل نكبة أمة اإلسالم بصراحة بقولو: "فإن مموك زماننا قد اشتغموا بميوىم ولعبيم وظمميم عن سد الثغور وحفظ البالد")3(. وأكد ابن العبري أن الكرج دخموا مدينة قرص في عام 653ه/ )4( 1256-1257م " بعدما حاصروىا أعواًم ا كثيرة، وقطعوا عنيا الذخيرة" .

Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, p.301. )1( وذكرت "حولية جورجي الشا" بعد معركة باسياني، أن الكرج استولوا عمى قرص، وكارنيبوري K’arnipori وفاناند Vanand والمعاقل الواقعة عمى نير أراكسيس وغيرىا من المناطق، لكنيا لم تحدد تاريخ تمك األحداث بدقة. راجع: Anonymous, The Chronicle of Giorgi Lasha and His Time, p. 203. Kirakos, History of the Armenians, p. 126; Vardan, The Historical )2( compilation, p. 211; Step'annnos, History of the state of Sisakan, p.202. )3( ثم أورد ابن األثير وفاة ممكة الكرج في أحداث عام 653ه/1256- 1257م. راجع: الكامل، جـ 15، ص 335. )4( تاريخ الزمان، نقمو لمعربية إسحق أرممة، دار المشرق، لبنان، 1986، ص 246. العدد الثالث والخمسون 001 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

وبذلك اتضح أن حولية "تاريخ ومديح المموك" لم تحدد تاريخ نجاح الكرج في االستيالء عمى مدينة قرص، وأوردتو قبل معركة باسياني، لكن المصادر المعاصرة األخرى ذكرت أن الكرج نجحوا في دخول قرص عام 653ه/ 1256- 1257م بعد حصار دام مدة طويمة.

وأورد المؤرخ المجيول لحولية "تاريخ ومديح المموك"، بعد اإلشارة الحتفاالت الكرج بالنصر في معركة باسياني، في خالل ذكره لممناطق التي كانت تدفع لمممكة تمار االلتزامات، أنيا كانت تحصل عمى العشور من أرزن الروم، وأرزنجان والمدن المجاورة)1(. كما ذكرت حولية "حياة تمار" أرزن الروم ضمن األسرات المستقمة التي كانت تابعة لمممكة تمار)2(، وبذلك ظير من خالل ما ورد في الحوليات الكرجية أن حاكم أرزن الروم كان يدفع ضريبة التبعية لتمار، لكن لم تمدنا المصادر المتاحة بالمعمومات الكافية لتحديد التاريخ الذي بدأ فيو بتقديميا لمكرج بدقة.

وجاء في "تاريخ الرىاوي المجيول" أنو بعد استيالء الممك األوحد األيوبي عمى

Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.270. )1( ثم أشار كاتب الحولية إلى وفاة داود سوسالن غير المتوقعة، وقد ترك طفمين ىما جورجي وروسودان. راجع: Anonymous, The History and Eulogy of the Monarchs, p.270. ولم تحدد المصادر المتاحة تاريخ وفاة داود سوسالن، وجاء في بعض المراجع أنو توفي في عام 1257م/ 653ه. انظر: Manvelichvili, Histoire de Georgie, p. 190; Eastmond, Royal Imagery in Medieval Georgia, p. 161. وبذلك اتضح أن ابن األثير التبس عميو األمر؛ فخمط بين وفاة داود سوسالن في عام 1257م، وتاريخ وفاة الممكة تمار. Basil Ezosmodzghvari, The Life of Tamar, pp. 303- 304. )2( العدد الثالث والخمسون 002 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

خالط)1(، استغاث حاكم أرزن الروم بالكرج لكي يساعدوه عمى امتالك خالط، فجاءت معو قوات كرجية، وحاصروا مانزكرت، واحتموىا، ثم تقدموا إلى خالط، فتصدى ليم صاحب خالط، ونجح في إلحاق اليزيمة بيم، وق ُتل كثير منيم، ولم يجرؤ البقية عمى االقتراب من خالط، وظل الكرج حتى الشتاء، ثم عادوا لبالدىم، وذلك عام 1258م/655ه)2(.

)1( راجع ما سبق: ىذا البحث. )2( مؤرخ مجيول: تاريخ الرىاوي المجيول، جـ 2، ص 248، حاشية 534. بينما ذكر ابن األثير أنو في عام 655ه/ 1258م سارت القوات الكرجية إلى خالط، وحاصروا أرجيش، وممكوىا عنوة، واستولوا عمى كل ما فييا من أموال ومتاع، وسبوا أىميا، وخربوىا بالكامل، وكان الممك األوحد صاحب أرمينية بمدينة خالط، لكنو لم يتقدم لمتصدي لمكرج بسبب كثرة أعداد الجيش الكرجي، وخوفو من غدر أىالي خالط بو خاصة بعد ما نَّكل بيم، لذا عاد الكرج إلى بالدىم سالبين آمنين. انظر: الكامل، جـ 15، ص 345؛ ابن العبري: تاريخ الزمان، ص 247- 248؛ ابن واصل: مفرج الكروب، جـ 3، ص 183؛ ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات، مج 5، جـ 1، تحقيق حسن محمد الشماع، دار الطباعة الحديثة، العراق، 1975، ص 72- 73؛ المقريزي: السموك لمعرفة دول المموك، 3ج، دار الكتب والوثائق القومية، القاىرة، ط3، 2556، جـ1، ق1، ص 169. وفي عام 656ه/ 1259م سار الممك العادل عمى رأس قواتو من دمشق، وأظير أنو خرج لقتال الكرج لردىم عن خالط، وانضم إليو الممك المنصور صاحب حماة والممك المجاىد صاحب حمص والممك األمجد صاحب بعمبك، كما أرسل لو الظاىر غازي صاحب حمب قوات، فوصموا إلى حرانحيث جاءتو النجدات مع ابنيو الممك األوحد والممك األشرف وغيرىما، ثم رحل الممك العادل عن حران بعد أن بمغو أن الكرج خافوا وعادوا إلى بالدىم لدى عمميم بتحركاتو. وبدًال من محاربة الكرج، استولى الممك العادل عمى نصيبين وحاصر سنجار، فاستنجد قطب الدين محمد بن زنكي بالخميفة الناصر والظاىر غازي صاحب حمب والسمطان غياث الدين كيخسرو األول؛ فعاد الممك العادل إلى حران. راجع: ابن األثير: الكامل، جـ15، ص 348-355؛ مؤرخ مجيول: تاريخ الرىاوي المجيول، ص 248-249؛ ابن العديم: زبدة الحمب من تاريخ حمب، تحقيق سامي الدىان، 3ج، دمشق،= العدد الثالث والخمسون 003 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

إذن كان دعم مغيث الدين طغرل شاه لخالط في مواجية الكرج في الماضي القريب، كان سببو رغبتو في ضميا لنطاق سيادتو، فمما ممكيا األوحد ابن العادل األيوبي القوي تبدل موقفو، واستعان بالكرج إلجالئو عن خالط.

ووفق ًا ألبي شامة، اتفق تحالف الحكام المسممين المضاد لمممك العادل األيوبي، الذي تضمن سمطان سالجقة الروم، والظاىر غازي صاحب حمب وحكام سنجار والموصل وا ربل، وغيرىم من الحكام المسممين المجاورين، عمى معاداة الممك العادل واقامة الخطبة لغياث الدين كيخسرو األول، وأرسموا لمكرج لمياجمة خالط في عام 657ه/ 1215م، وخرج ك ٌل منيم بقواتو عازمين عمى االجتماع عمي مياجمة العادل، بينما ىو مقيم في حران، فاستجاب الكرج لدعوتيم. وسارت القوات الكرجية )1( إلي خالط بقيادة إيفاني مخارجردزيمي ، لكنو وقع بفرسو في حفرة، وتم أخذه أسي ًار إلى األوحد، وُعقد الصمح بين الجانبين عمى أن يفدي إيفاني نفسو مقابل ثمانين ألف دينار، ويطمق سراح ألفين من أسرى المسممين، ويسمم إحدى وعشرين قمعة، وتتزوج بنت الممكة من األوحد، وتتزوج ابنة إيفاني من أخي األوحد، ويمتزم الكرج بالسالم معو، ومساعدتو بقوات إذا تعرض لمعدوان، وبعدما صارت خالط لؤلشرف تزوج من ابنة إيفاني )2(.

=1951- 1968، جـ 3، ص 165- 161؛ ابن واصل: مفرج الكروب، جـ3، ص -195 197؛ ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات، مج 5، جـ 1، ص 86- 95؛ المقريزي: السموك، جـ1، ق 1، ص -175 171. )1( ذكره أبو شامة باسم "ممكيم إبواي" في أحداث عام 656ه، ثم باسم "مقدميم إيواي" في عام 657ه. راجع: الذيل عمي الروضتين، ص 153، 116. )2( الذيل عمي الروضتين، ص -116 117. = العدد الثالث والخمسون 004 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

وذكرت غالبية المصادر المتاحة األخرى ىجوم إيفاني مخارجردزيمي عمى خالط في عام 657ه/ 1215م، بدون اإلشارة إلى دور التحالف المضاد لمممك العادل في تحريض الكرج عمى القيام بذلك، حيث جاء في المصادر العربية األخرى أن: "ممك الكرج" الذي دعاه بعضيا باسم "إيواني/ أواني" شرب الخمر، وتوجو إلى

خالط في عشرين فارًس ا، فتقنطر بو فرسو، فأسره المسممون، ىو ومن معو، ونقموىم إلى الممك األوحد، وتم االتفاق عمى إطالق سراح إيفاني عمى أن يدفع مائة ألف دينار، ويرد خمسة آالف أسير من المسممين، ويمتزم باليدنة لثالثين سنة، وأن يزوج ابنتو من الممك األوحد، ويرد بعض القالع التي أُخذت من المسممين)1(. وأخطأت تمك

=ونقل ك ٌل من ابن كثير والعيني عن أبي شامة، لكنيما ذك ار أن فدية إيفاني كان قدرىا مائتي ألف دينار. انظر: ابن كثير: البداية والنياية، 7مج )14 ج(، تحقيق عماد البارودي وخيري سعيد، دار التوفيقية لمتراث، القاىرة، 2511، جــ 13، ص 59- 65؛ العيني: عقد الجمان في تاريخ أىل الزمان )العصر األيوبي(، جـ3، تحقيق محمود رزق، دار الكتب والوثائق القومية، القاىرة، 2557، ص 244-242. )1(ابن الجوزي: مرآة الزمان في تواريخ األعيان، جـ 22، تحقيق إبراىيم الزيبق، دار الرسالة العالمية، دمشق، ط1، 2513، ص 168؛ ابن واصل: مفرج الكروب، جـ3، ص 251؛ أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، جـ 3، ص 145؛ ابن الوردي: تتمة المختصر، جـ2، ص 195؛ ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات، مج 5، جـ 1، ص 154- 155؛ المقريزي: السموك، جـ1، ق 1، ص 171. وذكر المؤرخ الرىاوي المجيول أنو بينما كان الممك العادل في حران، قام الكرج بنيب المنطقة المحيطة بخالط، ودبروا مكيدة مع أىل خالط، واتفقوا معيم عمى تسميم المدينة ليم، فسار الكرج إلييا بقيادة "أباناس" أخي زكريا، لكن عمم الممك األوحد باألمر، فخرج ليًال ، وأسر قائد الكرج، وتم تحريره مقابل ثمانين ألف دينار وألفي أسير، وزواج ابنتو من الممك األوحد، لكنو لم يشر لوجود اتفاق بين الكرج والحمف المضاد لمممك العادل عمى اليجوم عمى خالط. راجع: تاريخ الرىاوي المجيول، ص 249. العدد الثالث والخمسون 005 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

المصادر حين ذكرت أن إيفاني كان ممك الكرج، والصواب أنو كان وزير البالط في عيد الممكة تمار.

بينما ت أوردالمصادر األرمينية أن األخوان زكريا وايفاني مخارجردزيمي حاصرا خالط، وكانا قريبين من االستيالء عمييا، وأراد إيفاني أن يفحص أسوار المدينة، لكن تعثرت قدم فرسو في حفرة، فسقط عمى األرض، وأسرع رجال المدينة بأخذه لداخميا؛ وأرسل ليم أخوه زكريا رسالة تيديد: " أطمقوا سراح أخي من مدينتكم، واال سوف أدمرىا..."، فخافوا، وأخذوا بعض الرىائن وأطمقوا سراحو، وعندما عاد إيفاني لوطنو أرسل ابنتو تماتا T'amata إلييم، التي أصبحت زوجة "لقوز Kuz" )األوحد(، وبعده لؤلشرف، وجمب ذلك الخير لممسيحيين الذين كانوا تحت سيطرتيم حيث تحسنت أحواليم)1(.

وىكذا تكون حولية "تاريخ ومديح المموك" قد أغفمت ذكر الحممة التي قادىا إيفاني مخارجردزيمي لالستيالء عمى خالط عام 657ه/ 1215م، ووقوعو في أسر الممك األوحد األيوبي، وما ترتب عميو من مصاىرة سياسية وىدنة طويمة األمد بينيما، واختمفت المصادر المعاصرة المتاحة األخرى في أسباب تمك الحممة، ومالبسات وقوع

Kirakos , History of the Armenians, pp. 127-129; Vardan, The Historical )1( compilation, p. 211; Cf. also, Minorsky, V., Studies in Caucasian History, Taylor's Foreign Press, London, 1953, pp. 149- 150. ومن الجدير بالذكر أن الظروف لم تسمح لسمطان سالجقة الروم عز الدين كيكاوس األول بتغيير سياسة والده تجاه الممكة تمار في مستيل عيده، فعندما توفي غياث الدين كيخسرو األول عام 658ه/ 1211م، كان عمى عز الدين كيكاوس التصدي لمحاولة أخيو عالء الدين كيقباد تولي حكم السمطنة بدًال منو. لمتفاصيل انظر: Cahen, Claude, The Formation of Turkey, Tr. P. M. Holt, Longman, 2001, p.49. العدد الثالث والخمسون 006 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

إيفاني مخارجردزيمي في أسر الممك األوحد، وشروط الصمح بين الجانبين. واألمر الذي ييمنا في ىذا البحث ىو التغير الذي طرأ عمى طبيعة العالقات السياسية بين سالجقة الروم والكرج في تمك المرحمة، حيث شيدت فترة من اليدوء، والتعاون

العسكري ضد األيوبيين حر ًص ا من سالجقة الروم عمى الحفاظ عمى توازن القوى في المنطقة.

أهم النتائج التي توصمنا إليها خالل هذا البحث:

- لحولية "تاريخ ومديح المموك" أىمية كبيرة في دراسة العالقات السياسية بين مممكة الكرج وسمطنة سالجقة الروم في عيد الممكة تمار؛ بفضل ما امتازت بو من إسياب في ذكر ما تناولتو من وقائع، وأنيا زودتنا بتفاصيل لم ترد في غيرىا من المصادر المعاصرة المتاحة. - كانت لمممكة تمار اليد العميا في صراعيا مع سمطنة سالجقة الروم. - كان زوجيا داود سوسالن، ووزير حربيا زكريا مخارجردزيمي ىما يدييا المتين تبطش بيما، والييما يرجع الفضل فيما حققتو الممكة تمار من إنجا ازت حربية كبيرة. - حققت الممكة تمار انتصا ًار حاسًم ا عمى سمطان سالجقة الروم ركن الدين سميمان شاه الثاني في معركة باسياني. - فتحت معركة باسياني الطريق أمام الكرج السترداد العديد من مدن أرمينية الكبرى من السيطرة اإلسالمية، وقد منحت الممكة تمار إدارة معظميا ألسرة مخارجردزيمي في تبعية التاج الكرجي.

- كان النتصار الممكة تمار عمى سمطنة سالجقة الروم أثر كبير في ازدىار األحوال االقتصادية لمممكة الكرج في عيدىا، حيث أدت مكاسبيا الحربية والضرائب التي فرضتيا عمى المناطق التي دخمت في تبعيتيا إلى زيادة إيرادات الدولة وانعاش الخزائن الممكية، وىو ما عاد عمي الكنائس باليبات، والمواطن الكرجي بالرخاء.

العدد الثالث والخمسون 007 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

- اتخذ الصراع بين الكرج وسالجقة الروم في عيد الممكة تمار أكثر من صورة، منيا الصورة المباشرة كما في معركة باسياني، وكذلك الصورة غير المباشرة التي تمثمت في لجوء حاكم أرزن الروم في أول األمر لسياسة التحالفات العسكرية لمجابية التفوق العسكري لمكرج في عيد تمار.

- تغيرت سياسة سالجقة الروم العدائية تجاه مممكة الكرج في أواخر عيد الممكة تمار، حيث التمس مغيث الدين طغرل شاه حاكم أرزن الروم عونيا العسكري ضد األيوبيين في خالط، ثم حاول السمطان غياث الدين كيخسرو األول والحكام المسمم ون المعاد نو لمعادل األيوبي االستفادة من قوة الكرج العسكرية بحثيم عمى مياجمة خالط، وان لم يؤت ذلك التعاون ثماره المرجوة.

العدد الثالث والخمسون 012 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

قائمة المصادر والمراجع

أوًل : المصادر الكرجية واألرمينية: Anonymous,

"The Chronicle of Giorgi Lasha and His Time", in A History of Georgia, Artanuji Publishing, Tbilisi, 2014, pp.201- 210.

Anonymous,

"The History and Eulogy of the Monarchs", in A History of Georgia, Artanuji Publishing, Tbilisi, 2014, pp. 227- 286.

Basil Ezosmodzghvari,

"The Life of Tamar, Queen of Queens", in A History of Georgia, Artanuji Publishing, Tbilisi, 2014, pp. 287- 312.

Brosset, M., ( Tr. et Ed.),

Histoire de la Georgie, 1re partie, st. Petersburg, 1849.

Kirakos Ganjakets'i,

History of the Armenians, Translated From Classical Armenian by Robert Bedrosian, New York ,1986.

Smbat,

Smbat Sparapet's Chronicle,Tr. by Robert Bedrosian, Long Branch, New Jersey, 2005.

Step'annnos Orbelean's,

History of the state of Sisakan, Tr. From Classical Armenian by Robert Bedrosian, Long Branch, New Jersey, 2012.

العدد الثالث والخمسون 010 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

Vardan Arewelc'i,

The Historical compilation of vardan Arewelc'i, Tr. By Robert w. Thomson, in Dumbarton oaks papers, Harvard university, vol. 43, 1989.

ثانًي ا: المصادر العربية والفارسية: ابن األثير) ت. 635ه / 1232م ( عز الدين أبو الحسن عمي بن أبي الكرم محمد الشيباني:

"الكامل في التاريخ "، 15 جزء ، دار الكتب العممية ، بيروت ، ط2، 1995 .

ابن الجوزي: ) سبط ( ) ت. 654ه/ 1256 م( أبو المظفر شمس الدين:

"مرآة الزمان في ت واريخ األعيان "، جـ 22، تحقيق إبراىيم الزيبق، دار الرسالة العالمية، دمشق، ط1، .2513

ابن العديم ) ت. 665ه / 1262م ( كمال الدين أبو القاسم عمر:

"زبدة الحمب من تاريخ حمب "، تحقيق سامي الدىان، 3 ج، دمشق، -1951 1968.

ابن الفرات ) ت. 857ه / 1454م ( ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم بن عمي:

" تاريخ ابن الفرات "، المجمد الخامس، الجزء األول، تحقيق حسن محمد الشماع، دار الطباعة الحديثة، العراق، 1975.

ابن كثير) ت. 774ه / 1373م( الحافظ عماد الدين إسماعيل:

" البداية والنياية"،7 مجمد )14ج(، دار التوفيقية لمتراث، القاىرة، 2511.

ابن واصل ) ت. 697ه / 1298م( جمال الدين محمد:

" مفرج الكروب في أخبار بني أيوب"، جـ 3، تحقيق جمال الدين الشيال، دار القمم، القاىرة، 1965.

ابن الوردي ) ت.749ه/ 1349م ( أبو حفص زين الدين عمر بن مظفر بن عمر:

"تتمة المختصر في أخبار البشر"، 2ج، تحقيق أحمد البدراوي، دار المعرفة، بيروت، 1975.

أبو شامة ) ت. 665ه / 1267م( عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراىيم بن عثمان شياب الدين:

العدد الثالث والخمسون 010 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

"تراجم رجال القرنين السادس والسابع )الذيل عمى الروضتين("، دار الكتب العممية، بيروت، ط1، .2552

أبو الفداء ) ت 732ىـ / 1331م( الممك المؤيد عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمى بن محمود بن محمد بن عمر بن شاىنشاه بن أيوب:

- " المختصر فى أخبار البشر"، تحقيق محمد زينيم عزب، 4 أ اجزء، دار المعارف، القاىرة، .1999

- " تقويم البمدان"، باريس-1845م، دار صادر، بيروت، )د.ت(.

البغدادي ) ت. 739 ه / 1338م( صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق:

اصد "مراالطالع عمى أسماء األمكنة والبقاع "، تحقيق عمى محمد البجاوي، 3ج ، القاىرة، 1954، .1955

العيني ) ت. 855ه / 1451م( بدر الدين:

"عقد الجمان في تاريخ أىل الزمان ) العصر األيوبي ("، جـ 3، تحقيق محمود رزق، دار الكتب والوثائق القومية، القاىرة، 2557.

القمقشندي ) ت. 821ه / 1418م( أبو العباس أحمد:

"صبح األعشى في صناعة اإلنشا "،16ج ، الييئة العامة لقصور الثقافة، القاىرة، 2555.

المقريزي ) ت.845ه / 1442م( تقي الدين أبو العباس أحمد:

"السموك لمعرفة دول المموك"، 3ج ، دار الكتب والوثائق القومية، القاىرة، ط 3، 2556.

ياقوت الحموي ) ت. 626ه / 1229م ( شياب الدين أبو عبد اهلل:

"معجم البمدان "، 5ج ، دار صادر، بيروت، 1977.

مؤرخ مجيول:

"أخبار سالجقة الروم ) مختصر سمجوقنامو ("، ترجمة محمد السعيد جمال الدين، المركز القومي لمترجمة، القاىرة، ط1، 2557.

العدد الثالث والخمسون 011 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

ثالث ًا: قائمة المصادر السريانية:

ابن العبري ) ت. 685ه/ 1286م ( غريغوريوس أبو الفرج بن أىرون الممطي:

- " تاريخ مختصر الدول "، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1958.

- " تاريخ الزمان "، نقمو إلى العربية األب إسحق أرممة، دار المشرق، لبنان، 1986.

Bar Hebraeus ( Aboul Faradj ),

The Chronography, part I, Political History, Ed. and Trans. by E. W. Wallis Budge, 2 Vols, Oxford, 1932.

مؤرخ مجيول ) عاش في القرن السابع اليجري/ الثالث عشر الميالدي(:

"تاريخ الرىاوي المجيول"، جـ 2، نقمو من السريانية إلى العربية األب ألبير أبونا، بغداد، 1986.

ارب ًع :ا المراجع األجنبية: Allen, W. E. D.,

A History of Georgian People, London, 1932.

Bedrosian, Robert,

"Armenia during the Seljuk and Mongol Periods", in The Armenian people from Ancient to Modern Times, vol. 1, ed. Hovannisian, Richard, G, st. Martin’s press, New York, 1997.

Bosworth, Clifford Edmund,

The new Islamic dynasties, Edinburgh University Press, 2004.

Brosset, M.,

Additions et eclaircissements a L'Histoire de la Georgie, st. Petersburg, 1851.

العدد الثالث والخمسون 012 أبريل 0202 مجمة كمية اآلداب - جامعة بنها الجزء األول: التاريخ والجغرافيا

Cahen, Claude,

The Formation of Turkey, Tr. by P. M. Holt, Longman, 2001.

Eastmond, Antony,

Royal Imagery in Medieval Georgia, Pennsylvania State Press, 1998.

Grousset, R.,

Histoire de l'Armenie des origines a` 1071, Paris, 1973.

Lang, David Marshall,

The Georgians, Thames and Hudson, 1966.

Manvelichvili, Alexandre,

Histoire de Georgie, Nouvelles editions de la Toison d'Or, Paris, 1951.

Mikaberidze, Alexander,

Historical Dictionary of Georgia, The Scarecrow Press, U K, 2007 .

Minorsky, M.V.,

Studies in Caucasian History, Taylor's Foreign Press, London, 1953.

Rapp, Stephen H.,

Studies in Medieval Georgian Historiography: Early Texts and Eurasian Contexts, Peeters, 2003.

Suny, R.G.,

The Making of the Georgian Nation, Indiana University Press, 2nd edition, 1994.

Toumanoff, Cyril,

العدد الثالث والخمسون 013 أبريل 0202 العالقات السياسية بين مممكة الكرج في عهد الممكة تمار وسمطنة سالجقة الروم

"Armenia and Georgia", in Cambridge Medieval History, Vol. IV, Cambridge, 1966, pp. 593-637.

خام ًس ا: المراجع العربية والمعربة: أديب السيد: أرمينية في التاريخ العربي، المطبعة الحديثة، حمب، ط1، 1972. ألكساندر خاتشاتريان: ديوان النقوش العربية في أرمينية، ترجمة شوكت يوسف، دمشق، ط1، 1993. جي لسترنج: بمدان الخالفة الشرقية، نقمو إلى العربية بشير فرنسيس وكوركيس عواد، مؤسسة الرسالة، )د.ت(. خميل أدىم: تاريخ الدول اإلسالمية ومعجم األسر الحاكمة، نقمو عن التركية بزيادات أحمد السعيد سميمان، جزءان، دار المعارف، القاىرة، 1972. زامباور: معجم األنساب واألسراتالحاكمة في التاريخ اإلسالمي، جزءان، ترجمة زكي محمد حسن وآ خرين، دار الكتب والوثائق القومية، 2558. عفاف سيد صبرة ) الدكتور( " الكرج والقوى اإلسالمية زمن الحروب الصميبية"، بحث منشور في كتاب دراسات في تاريخ الحروب الصميبية، دار الكتاب الجامعي، القاىرة، 1985. فايز نجيب إسكندر ) الدكتور( الفتوحات اإلسالمية لبالد الكرج، دار الفكر الجامعي، اإلسكندرية، 1988. فؤاد حسن حافظ: تاريخ الشعب األرمني منذ البداية حتى اليوم، القاىرة، 1986. يوسف عزت: تاريخ القوقاز، ترجمة عبد الحميد غالب، مطبعة عيسى البابي الحمبي، القاىرة، 1945.

العدد الثالث والخمسون 014 أبريل 0202