ABCDEFG cab 90 اﻟﻐﺮب واﻟﻌﺎﻟﻢ (اﻟﻘﺴﻢ اﻷول) ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﻀﺎرة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺗــــﺄﻟـــــﻴـﻒ: ﻛـﺎﻓــﲔ راﻳﻠﻲ ﺗــﺮﺟــﻤــﺔ: د. ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب ﻣﺤﻤﺪ اﳌﺴﻴﺮي د. ﻫﺪى ﻋﺒﺪاﻟﺴﻤﻴﻊ ﺣﺠﺎزي X¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ ﻣﺮاﺟﻌﺔ: د. ﻓﺆاد زﻛﺮﻳﺎ X¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ ﺻﺪرت اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ١٩٧٨ ﺑﺈﺷﺮاف أﺣﻤﺪ ﻣﺸﺎري acbاﻟﻌﺪواﻧﻲ ١٩٢٣ ـ ١٩٩٠ 90 اﻟﻐﺮب واﻟﻌﺎﻟﻢ (اﻟﻘﺴﻢ اﻷول) ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﻀﺎرة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺗـــﺄﻟـــﻴـﻒ: ﻛﺎﭬﲔ راﻳﻠﻲ ﺗﺮﺟـﻤــﺔ: د. ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب ﻣﺤﻤﺪ اﳌﺴﻴﺮي د. ﻫﺪى ﻋﺒﺪاﻟﺴﻤﻴﻊ ﺣﺠﺎزي ﻣﺮاﺟﻌﺔ: د. ﻓﺆاد ABCDEFGزﻛﺮﻳﺎ uO½u¹ 1985 ا,ﻮاد ا,ﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ رأي ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﺠﻤﻟﻠﺲ M ﻣﻘﺪﻣﺔ ا,ﺘﺮﺟﻢ ٥ M ﻣﻘﺪﻣﺔ ا,ﺆﻟﻒ ٢٥ M اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺬﻛﺮ واﻷﻧﺜﻰ: اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ ٣١ M اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ: اﻟﻨﻈﺎم اﻷﻣﻮﻣﻲ ٥١ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ: ا,ﺪن وا,ﺪﻧﻴﺔ: اﻟﺘﻤﺪﻳﻦ واﻟﻄﺒﻘﺔ ٧٣ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ: ا,ﺪﻳﻨﺔ - اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ١٠١ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ: اﳊﺮب واﻟﺴﻼم ١٢٣ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس: اﻟﺘﻔﺮد واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ١٥١ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ: اﻟﻌﻨﻒ واﻻﻧﺘﻘﺎم ١٧٥ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ: ا,ﻮاﻃﻦ واﻟﺮﻋﻴﺔ ٢١٣ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ: ﻋﻠﻢ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﳊﻴﻮﻳﺔ (اﳊﻴﺎﺑﻴﺌﺔ) واﻟﻼﻫﻮت ٢٤٩ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺘﺮﺟﻤ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺘﺮﺟﻤ Cﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل-ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻃﻤـﺌـﻨـﺎن-إن اﳊـﺮﻛـﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﳊﻀﺎرﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة اﻵن ﻓﻲ آﺳﻴﺎ وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وأﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺚK ﻓﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚS Kﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲK ﻧﺤﺎول أن ﺗﻌﻴﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎK وأن ﺗﺘﺒﻨﻰ أﺷـﻜـﺎﻻ اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﳉﺪﻳﺪ ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﻷﺷﻜﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ (زراﻋﻴﺔ-رﻋﻮﻳﺔ-ﻗﺒﻠﻴﺔ). وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬا اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ/ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲK ﺗﺒﺪأ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اfﻠﺤﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺮاث وﻋﻦ اfﺎﺿﻲK وﻋـﻦ اﻟـﺬات وﻋـﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦK وﻋﻤﺎ ﻫﻮ iﻜﻦ وﻋﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن. ﻫﻞ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻌـﺮﺑـﻲK ﻫـﻞ ﻫـﺬه «اﻷﻣـﺠـﺎد» اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔK ﻫـﻲ ﻣﺼـﺪر ﻋـﺰﺗـﻨـﺎK أم أﻧـﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ ﺳـﺒـﺐ ﻧـﻜـﺒـﺘـﻨـﺎ اﳊﺎﻟﻴﺔ? ﻫﻞ ذاﻛﺮﺗﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻫـﻲ اﻟـﻨـﻘـﻄـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺳﻨﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎK أم ﻫﻲ اﻟﻌﺐء اﻟﺬي ﻳﺠﺐ ﻋـﻠـﻴـﻨـﺎ أن ﻧﻄﺮﺣﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺪﺧﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ? ﻫﻞ ﻧﺤﻦ أﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ واﺣﺪة ﺣﻘﺎK أم أﻧﻨﺎ أﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﻮر اﻟﺘﻜﻮﻳﻦK أم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﻌﻮب ﺗﺘﺤﺪث اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ? ﻫـﻞ Cﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ وﻧﺴﺘﻌﻴﺪ ﺑﻌﺾ أﻣﺠﺎدﻧﺎK أم أن وﺿﻊ اﻟﻨﻜﺴﺔ اﳊﺎﻟﻲ أﻣﺮ ﻧﻬـﺎﺋـﻲ? وﻋـﺎدة ﻣـﺎ ﻳﺸﻌﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﲢﺪد اﻟﻮاﻗﻊK وﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺪد اﻷﺳﺌﻠﺔ وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﻓﻴﻔـﻘَﺪ اfﺮء اﻻﲡﺎه وﻳﺘـﺬﺑـﺬب ﺑـ} اﳊـﻤـﺎس اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ واﻟـﻴـﺄس اﻟﻘﺎﺗﻞ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ودراﺳﺘﻪ ﻗﺪ ﻫﻮﺟﻤﺎ 5 اﻟﻐﺮب واﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺸﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮرK وﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼﻮص ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮر اﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻌﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔK ﻓﻘﺪ وﺻﻒ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﺑـﺄﻧـﻪ «ﻗﺼﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ»K ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻠﺴﻮف اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻫﻴﺠﻞKﻓﻲ إﺣﺪى ﳊﻈﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ اﳊﺎﻟﻜﺔK إن اﻟﺸﻲء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺗﺘﻌﻠﻤﻪ اﻟﺸﻌﻮب واﳊﻜﻮﻣﺎت ﻣﻦ دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦK اﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮن ﺷﻴﺌﺎ اﻟﺒﺘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔK ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ﺗﻈﻞ دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ-ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ وﺗﺎرﻳﺦ اﻵﺧﺮﻳﻦ-ﻣـﻦ أﳒـﻊ اﻟـﻄـﺮق اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺤﺪد ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ اfﺎﺿﻲ وﻟﻴﺘـﻌـﺮف ﻋـﻠـﻰ ﻫـﻮﻳـﺘـﻪ وﻟﻴﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﳊﺎﺿﺮ وﻟﻴﻌﺮف ﺣﺪود ﻣﺎ ﻫﻮ iﻜﻦ وﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ. ﻓﻔﻲ دراﺳﺘﻨﺎ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻧﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻟﻌﺮب اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﻣﻊ اfﻌﺎرف واﻟﻌﻠﻮم اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺑﻠﻮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪةK وﻛﻴﻒ ﳒﺤﻮا ﻓﻲ اﺳﺘـﻴـﻌـﺎب ﺑﻌﻀﻬﺎ وﻟﻢَ ﻓﺸﻠﻮا ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﺸﻞ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ. ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﳒﺤﺖ ﺑﻌﺾ اﻷ اﻷﺧﺮىK ﻣﺜﻞ اﻟﻴﺎﺑﺎنK وﻫﻲ أﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺮاث ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﺛﺮيK ﻓﻲ أن ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ وﲢﻘﻖ ﻣﻌﺪﻻت ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺗـﺬﻫـﻞ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـ} أﻧـﻔـﺴـﻬـﻢK دون أن ﺗﻄﺮح ﺗﺮاﺛﻬﺎ أو ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ اﳋﺎﺻﺔ ﺟﺎﻧـﺒـﺎ. ﺑـﻞ إﻧـﻪ ﻟـﻴـﻤـﻜـﻦ اﻟـﻘـﻮل أن اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮاﺛﻬﺎ ﻛﻲ ﲡﻨﺪ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ وﺗﺴﻬﻞ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل. إن دراﺳﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮذج ﻟﻘﻤﻴﻨﺔ ﺑﺸﺤﺬ اﻟﻬﻤﻢ وإدﺧﺎل اﻟﻌﺰاء ورSﺎ اﻷﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﳊﻈﺎت ﺿﻴﺎﻋﻪ اﳊﺎﺿﺮة. ﻟﻜﻞ ﻫﺬا ﳒﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ Sﻜﺎن أن ﻧﻘﺪم ﻟﻘﺮاء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ دراﺳﺎت ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﻀـﺎرة ِاﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻲ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻮﺟﺪان اﻟﻌﺮﺑﻲ أﻛﺜﺮ إﺣـﺎﻃـﺔ ﺑـﺘـﺎرﻳـﺦ اﻹﻧﺴﺎنK وﺑﺬا ﻳﺼﺒﺢ وﺟﺪاﻧﺎ ﻣﺮﻛﺒﺎK ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اfﺘﻐـﻴـﺮ. َوﻟﻜﻦ ﻣﻦ اfﺪﻫﺶ ﺣﻘﺎ أن اﻷﻣﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴـﺔ اﻟـﻘـﻮﻳـﺔK واﻟـﺘـﻲ أﳒﺒﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اfﺆرﺧ} ﻓﻲ ﻋﺼـﺮ ﻧـﻬـﻀـﺘـﻬـﺎ اﻷوﻟـﻰK واﻟـﺘـﻲ وﺿـﻊ أﺣـﺪ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ أﺳﺲ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﻗﺮونK أﻗﻮل ﻣﻦ اfﺪﻫـﺶ أن ﳒـﺪ أﻧـﻪ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﳊﺪﻳﺚK وﻫﻲ ﲢﺎول أن ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺗﻬﺎ وﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺣﻴﺮﺗﻬﺎK ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﳊـﻀـﺎرة ِاﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﺒـﺮز اﻹﳒﺎزات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻳﺤﺪد ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺈﳒﺎزات اﻵﺧﺮﻳﻦK وﻳﺪرس ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ. وإﻟﻰ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺜـﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦK وإﻟﻰ أن ﻧﻘﺪم رؤﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟـﺘَﺎرﻳﺦ اﳊﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔK ﻳﺼﺒـﺢ اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اfﺘﺎح أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻫﻮ أن ﻧﻨﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎءَ اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن 6 ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺘﺮﺟﻤ ﻻ ﻫﺬا اfﻀﻤﺎر. واﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺑ} أﻳﺪﻳﻨﺎ ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻟﻠﺤﻀﺎرة ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﳉﺪة واﻟﻌﻤﻖK ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺪم ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻓﻴﻪ اﻷﺣﺪاث ﺗﻌﺎﻗﺒﺎ زﻣﻨﻴـﺎ وإـﺎ ﺣـﺎول أن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑﻌﺾ ﻣﻘﻮﻻت ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع اfﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺣـﺎول أن ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أﺎﻃﺎ وﺗﺸﻜﻴﻼت ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ. وﻟﺬا ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﺗﻈﻬﺮ اfﺪن ﺛﻢ ﺗﺨﺘﻔﻲK وﻻ ﺗﻨﻤﻮ اﳊﻀﺎرات ﺛﻢ ﺗﺬﺑﻞ وـﻮتK وﻻ ﺗـﺴـﻴـﺮ اﳉﻴﻮش ﺛﻢ ﺗﻌﻮد أو ﻗﺪ ﻻ ﺗﻌﻮدK وإﺎ ﳒﺪ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻟﻠﺤﻀﺎرة ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. ﻓﺎfﺆﻟﻒ ﻗﺪ ﺗﻨﺎول ﻣﺎدﺗﻪ-أي ﺗﺎرﻳـﺦ اﳊـﻀـﺎرة-ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت وﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺜﻞ ﻧﺸﺄة اfﺪن ﻓﻲ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮبK وﻇﻬﻮر اﻟﻔﺮدﻳﺔ «أو اﻟﺘﻔﺮد» ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲK وﻏﻴﺎﺑﻬﺎ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢK وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ِﺑﺎﻹﻧﺴﺎن اﳊﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب. وCﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت وﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺤﺪدة دون ﻏﻴـﺮﻫـﺎK ﻧﻈﺮا ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎK وإﻏﻔﺎل ﻋﻨﺼﺮ اﻟﺘﻌﺎﻗﺐ ﻗﺪ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﺪﻧﺎ ﺑﺮؤﻳﺔ ﺑﺎﻧﻮراﻣﻴﺔ ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔK وﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﺎﻳﺶ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﺘﺠﺮﺑﺔK ﻻ أن ﻧﺘﺄﻣﻠﻪ وﻧـﺪرﺳـﻪ ﻛﺸﻲء ﺧﺎرج ﻋﻨﺎ. وﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﻫﺬا ﺳﻴﻀﻔﻲ ﻋﻨﺼﺮا ﻻ زﻣـﻨـﻴـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦK ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻷﺣﺪاث داﺧﻞ اﻟﺒﺎﻧﻮراﻣﺎ اﻟﻮاﺣﺪة ﺳﺘﺘﺠﺎور وﻻ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐK وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﺗﻨﺎول ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﻀﺎرة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﺿـﻮﻋـﺎت ﻳـﻔـﺘـﺮض وﺟـﻮد وﺣـﺪة ﺑـ} اﻷﺣﺪاث ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻌﺎﻗﺐ وﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴـﻨـﻬـﺎK ﺑـﻐـﺾ اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻋـﻦ اﳊـﻘـﺒـﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻫﺬا ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔK وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻗﺪ ﺗﻨﺒﻪ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﻘﺼﻮر اfﻨﻬﺠﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. وﻟﺬا ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﻣﺎدﺗﻪ داﺧﻞ أﻧﺴﺎق «ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ»(ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮع Theme) إﻻ أﻧﻪ ﺣﺎول أﻳﻀﺎ أن ﻳﺮﺗﺐ اﻷﻧﺴﺎق ذاﺗﻬﺎ داﺧﻞ أﻧﺴﺎق ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﺄﺧـﻀـﻌـﻬـﺎ ﻟـﻘـﺪر ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻌـﺎﻗـﺐ اﻟﺰﻣﻨﻲK وﻟﺬا ﻓﺎﻟﻜﺘﺎب ﻣﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ أﺑﻮاب ﻳﻐﻄﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻘﺒﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ (اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪK واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲK واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪيK واﻟﻌﺎﻟﻢ اﳊﺪﻳﺚ اfﺒﻜﺮK واﻟﻌﺎﻟﻢ اﳊﺪﻳﺚ) وﻳﻀﻢ ﻋﺪة ﻓﺼـﻮل ﺗـﺴـﺘـﻤـﺪ ﻣـﻌـﻈـﻢ ﻣـﺎدﺗـﻬـﺎ ﻣـﻦ اﳊـﻘـﺒـﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ إﻃﺎرﻫﺎ اﻟﺰﻣﻨﻲ (ﻓﺎﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎول اfﺪﻳﻨﺔ/ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻌﺎﺻﻤﺔK واﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ-اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ-ﻳﺮﻛﺰ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ أﺛﻴﻨﺎ وروﻣﺎK أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺎول اﻻﻗﺘﺼﺎد واfﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠـﺔ أو أﺻـﻮل 7 اﻟﻐﺮب واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﳋﺎﻣﺲ-اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳊﺪﻳﺚ-وﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ). ﻛﻤﺎ أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻻ ﻳﻨﻲ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺼﻞ ﺑﺄن اﻟﻈﺎﻫﺮة آﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﻜﺎن وزﻣﺎن ﻣﺤﺪدﻳﻦ وأﻧﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻛﺎﻣﻼK ﻻ ﻓﻜﺎك ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ. ﺑﻞ إﻧﻪ Cﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن اfﻨﻬﺞ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻌﻪ اfﺆﻟﻒ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺼـﺪر ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻫﺬا اﳉﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ واﻷﺣﺪاث. ﻓﺎﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔHistoricism اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺆﻟﻔﻨﺎ ﺗﺮى أن ﻛﻞ ﺣﻘﺒﺔ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻟـﻬـﺎ ﻓـﺮادﻳـﺘـﻬـﺎ وأن ﻛـﻞ اﻷﻣﻮر ﺗﺘﻐﻴﺮK وأن اﻟﻈﻮاﻫﺮ إن ﻫﻲ إﻻ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ زﻣﻨﻴﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى. وﻳﺒ} اfﺆﻟﻒK ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺧﻴﺮK أﻧﻪ ﻛـﺎن ﻳـﺤـﺎول ﻋﺒﺮ اﻟﻜﺘﺎب ﻛﻜﻞ أن ﻳﻨﺒﻪ اﻟﻘﺎر إﻟﻰ أن ﺛـﻘـﺎﻓـﺎت اﻟـﺸـﻌـﻮب وﻃـﺮق ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ اﺟﺘﻤﺎع ﻋﺪة ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺣﻀﺎرﻳﺔ وﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻣﺎدﻳﺔK وأن ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ. ﻓﺎﻟﺰﻣﺎنK إذنK ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ إﻧﺴﺎﻧﻲK ﻓﻨﺤﻦK ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪK ﻓﻲ أﻗﺼﻰ ﺗﻔﺮدﻧﺎ ﻻ ﻠﻚ إن ﻧﻌﺒﺮ ﻋـﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻐﻴﺮ أﻟﻔﺎظ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﻋﻼﻣﺎﺗﻪ. وﻳﺘﻠﺨﺺ إﳒﺎز اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺪم ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع اfﻌﺮﻓﺔ أو ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺣـﺴـﺐK وإﺎ ﻗﺪم دراﺳﺎت ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻬﺬا اfﻨﻬﺞ. ﺑﻞ اﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟـﻢ ﻳـﻔـﺼـﺢ ﻋـﻦ ﻣﻨﻬﺠﻪ إﻻ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ اﻟﻘﺎر اfﺎدة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴـﺔ ﻣـﺴـﻠـﺤـﺎ ﺑﻘﻮاﻋﺪ ﻣﺤﺪدة ﺻﺎرﻣﺔK وإﺎ ﻟﻴﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺑﻘﻠﺐ رﺣﺐ وﻋﻘﻞ ﻣﻔﺘﻮحK ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ fﺎ أﻣﺎﻣﻪ ﻣﻦ وﻗﺎﺋﻊ وﺷﻮاﻫﺪ دون اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﻘـﻮاﻋـﺪ ﺳـﺎﺑـﻘـﺔ-ـﺎﻣـﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ اfﺆﻟﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ أﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﻪ. وﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺧﺮى إن اﺧﺘﻴﺎر اfﺆﻟﻒ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟـﻬـﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻛﺎدCﻴﺎ ﻣﺠﺮداS Kﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮ اfﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎK أو اﻟﺘﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻷﻛﺎدCﻴﺔ اﶈﺎﻳﺪةK وإﺎ اﺧﺘﺎر اfﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ. وﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺨﺘﺎر ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ذات أﻫﻤﻴﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔK ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎن اfﻌﺎﺻﺮ. ﻓﺎﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲK ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اfﺜﺎلK ﻳﺒﺪأ ﺑﻄﺮح ﺳﺆال ﻋﻦ دور اfﺮأة ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ. أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻴﻨﺎﻗﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ اfﺪن اfﻌﺎﺻﺮةK وﻫﻮ ﺑﻬﺬا ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ دراﺳﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺠﺮي أو ﺗـﻄـﻮر اﳊـﻀـﺎرة ﻓﻲ اﻟﺼ} أﻣﺮ ﻟﻪ ﻣﻐﺰاه ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ِﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. 8 ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺘﺮﺟﻤ وﺛﻤﺔ ﻣﻴﺰة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﻫﻮ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻘﺼﻮر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮارﻳﺦ اﳊﻀﺎرة اfﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب واﻟـﺘـﻲ ﻋـﺎدة ﻣـﺎ ﺗـﺮﻛـﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ وﺣﺪه وﻋﻠـﻰ إﳒـﺎزاﺗـﻪ اﳊـﻀـﺎرﻳـﺔK ﻛـﻤـﺎ ﻟـﻮ ﻛـﺎن اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻳﺤﺎول اfﺆرﺧﻮن اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن أﺣﻴﺎﻧﺎ أن ﻳﻨﻈﺮوا إﻟـﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﻈﺮة ﺗﻄﻮرﻳﺔ ﻋﺎfـﻴـﺔK إﻻ أﻧـﻬـﻢ ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﺎ ﻳـﻨـﻈـﺮون إﻟـﻰ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻜﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﻮى إﻋﺪاد وﻬﻴﺪ ﻟﻈﻬﻮر اﻹﻧﺴﺎن اﳊـﺪﻳـﺚ ﻓﻲ اﻟﻐﺮبK وان اﳊﻀﺎرات ﻏﻴﺮ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﺣﻠﻘﺎت ﻓﻲ ﺳﻠﻢ اﻟﺘﻄﻮرK ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎK وإﺎ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ Sﻘﺪار ﻣﺴﺎﻫـﻤـﺘـﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ أدت ﻓﻲ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻷﻣـﺮ إﻟـﻰ ﻇـﻬـﻮر اﳊـﻀـﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ. ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﻫﺬا ﳒﺪ أن رؤﻳﺔ ﻛﺎﺗﺒﻨـﺎ ﻋـﺎfـﻴـﺔ Sـﻌـﻨـﻰ اﻟﻜﻠﻤﺔK ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﺄﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﺎﺑﺎن واﻟـﺼـ} وﻣـﺼـﺮ اﻟـﻘـﺪCـﺔ وأﻣـﺜـﻠـﺔ ﻣﺴﺘﻘﺎة ﻣﻦ روﻣﺎ وأﺛﻴﻨﺎ وﻟﻨﺪن. ﻓﻔﻲ ﻃـﻲ دراﺳـﺘـﻪ ﻟـﻠـﻤـﺪن ﻻ ﻳـﺪرس ﻇـﻬـﻮر اfﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب وﺣﺴﺐ وإﺎ ﻳﺘﺘﺒﻊ ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻞ وﻣﺼﺮ وأﺛﻴﻨﺎ وروﻣﺎ واﻟﻬﻨﺪ واﻟﺼ}. وإذا ﻛﺎن ﻋﻨﻮان اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ اﻟﻐﺮب واﻟﻌﺎﻟﻢK ﻓﺎfﻘﺼﻮد ﻫـﻨـﺎ ﻫﻮ أن ﻛﺎﺗﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻧﻪ ﻳﻄﺮح أﺳـﺌـﻠـﺔ ﺗـﻬـﻢ- ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ-اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻐﺮب وﻓﻲ اﻟـﻌـﺼـﺮ اﳊـﺪﻳـﺚK وﻟـﻜـﻦ اﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﲡﺮﺑﺔ اﳉﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي ﺑﺄﺳﺮه. وﻟﻜﻦ إﳒﺎز اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻛﻤﺎ أﺗﺼﻮره ﻫﻮ اﻟﺮؤﻳﺔ اfﺮﻛﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﻲ Cﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻌﺮب. ﻓﺎﻟﻨﺴﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ-ﺣﺴـﺐ ﻫـﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ-ﻻ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﲢﺘﻲ(أو أدوات إﻧﺘﺎج)ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋـﻲ اﻟـﺒـﻌـﺾK وﻻ ﻫـﻮ «ﲡﻞ» ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ أو اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﺒﻌﺾ اﻟﻘﻮلK وإﺎ ﻫﻮ ﺑﻨﺎء ﻛﺎﻣﻞ ﻳﺤﻮي داﺧﻠﻪ أدوات إﻧﺘﺎج ﻣﺜﻞ اﶈﺮاث واﻷدوات اﳊﺠﺮﻳﺔK وأدوات ﺗﻔﻜﻴﺮ وﺗﺄﻣﻞ (إن ﺻﺢ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ) ﻣﺜﻞ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺮﻣﻮز اﻟﺪﻳﻨﻴـﺔK وأدوات ﺣﺮب وﻗﺘﺎل ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻴﻒ واﻟﺮﻣﺢ واﻟﺪرع.
Details
-
File Typepdf
-
Upload Time-
-
Content LanguagesEnglish
-
Upload UserAnonymous/Not logged-in
-
File Pages278 Page
-
File Size-